جُرح 23 شخصاً خلال إطلاق الشرطة الفنزويلية غازاً مسيلاً للدموع واستخدامها خراطيم مياه، لمنع متظاهرين من أنصار المعارضة من قطع طريق أساسي في العاصمة كراكاس. وقُتل ثلاثة اشخاص بالرصاص وجُرح أكثر من 60 الأربعاء الماضي، في أسوأ عنف في فنزويلا منذ انتخاب نيكولاس مادورو رئيساً في نيسان (أبريل) 2013، خلفاً لهوغو تشافيز. وتندرج هذه التعبئة للمعارضة، في اطار حركة احتجاج ضد الحكومة انطلقت قبل نحو أسبوعين في الارياف، ويقودها طلاب يحتجون على غلاء المعيشة وتردّي الأمن وتفشي الجريمة في البلاد ونقص المواد الاولية و «قمع» قادة المعارضة. وتظاهر السبت آلاف من انصار السلطة والمعارضة، وقال الطالب إيساك كاستيّو: «لم نكن ننزل الى الشارع بسبب غياب الأمن، والآن بتنا نُقتل خلال تظاهرنا. لم يعد لدينا أمل، لم نعد قادرين على الحصول على عمل، وإذا كانت لدينا وظيفة لا نحصل على رواتب تتيح لنا عيش حياة لائقة». وحدثت صدامات في كراكاس حيث تجمع حوالى 3 آلاف ناشط من انصار المعارضة، معظمهم طلاب ارتدوا ملابس بيضاء ورفعوا أعلاماً فنزويلية. ومنعت الشرطة قسماً من الطلاب من محاولة قطع طريق اساسي، فرشقها أولئك بحجارة، فيما ردّ الشرطيون بإطلاق غاز مسيل للدموع واستخدام خراطيم مياه. وقال رئيس بلدية في كراكاس إن تفريق الطلاب أسفر عن جرح 23 شخصاً. وكان مادورو انتقد في خطاب امام انصاره، الزعيم المعارِض ليوبولدو لوبيز المتهم بالقتل والملاحق بموجب مذكرة توقيف. وقال: «أجهزة الأمن في الدولة تلاحقه. سلّم نفسك يا جبان! الشعب يريد العدالة يا جبان»! لكن مصدراً في حزب لوبيز أكد ان الأخير ليس متوارياً ولم يغادر البلاد، علماً أن الاحتجاجات لا تلقى إجماعاً ضمن ائتلاف «الاتحاد الديموقراطي»، ابرز ائتلافات المعارضة، اذ اعتبر زعيم الائتلاف انريكه كابريليس أن «الظروف ليست مجتمعة لإرغام الحكومة على التنحي». وسخر مادورو من مطالب المحتجين، اذ سأل: «هل تريدون ان تروا الناس في الشوارع؟ سنعطيكم الناس في الشوارع. لن أتخلى عن مليمتر واحد من السلطة التي منحني إياها الشعب الفنزويلي. لا شيء سيمنعني من بناء هذه الثورة التي تركها لنا القائد تشافيز». وأعلن أنه أمر بإغلاق محطة مترو موقتاً وتجميد خدمات الباصات في شرق البلاد حيث تتركّز الاحتجاجات. في واشنطن، أعرب وزير الخارجية الاميركي جون كيري عن قلق من «العنف العبثي» في التظاهرات، منتقداً توقيف الحكومة الفنزويلية «محتجين معارضين للسلطة، وإصدارها مذكرة توقيف في حق ليوبولدو لوبيز». واعتبر ان الأمر «يضرّ بحقوق المواطنين في التعبير عن مطالبهم في شكل سلمي».