فاز نيكولاس مادورو الذي كان سائقا للحافلات ثم تتلمذ على يدي الزعيم الاشتراكي الراحل هوجو تشافيز بانتخابات الرئاسة في فنزويلا بفارق ضئيل عن منافسه الذي رفض قبول النتيجة وطالب بإعادة فرز الأصوات، وصعد الجدل مخاوف من اضطرابات سياسية في فنزويلا عضو منظمة اوبك، والتي يصل عدد سكانها إلى 29 مليون نسمة وبها أكبر احتياطيات للنفط في العالم، وأعلن مرشح المعارضة انريكي كابريليس أنه لا يعترف بالنتائج الرسمية التي أعلنت فوز مادورو بنسبة 50.7 في المائة من الاصوات مقابل 49.1 في المائة له أي أن الفارق بينهما لا يتعدى 235 ألف صوت، وقال كابريليس: «يا سيد مادورو إذا كنت غير شرعي من قبل فإنك الآن محمل بالمزيد من اللاشرعية»، وأشار إلى أكثر من ثلاثة آلاف «حادث» أثناء التصويت من إطلاق للنار إلى إعادة فتح مراكز تصويت بعد إغلاقها رسميا. وأضاف: «لم أحارب مرشحا واحدا اليوم وإنما الاستغلال الكامل للسلطة»، وردد أنصار المعارضة «تزوير»، ودق محتجوها على القدور للتعبير عن احتجاجهم لكن كابريليس لم يطلب منهم النزول إلى الشوارع، وعبر مادورو عن تأييده لإعادة فرز الاصوات بالكامل رغم إصراره على نزاهة فوزه بالانتخابات. وقال المجلس الوطني للانتخابات إن فوز مادورو «لا رجعة فيه»، واحتفل أنصار الحكومة أمام قصر ميرافلوريس الرئاسي، حيث وجه مادورو رسالة إجلال مفعمة بالعواطف للرئيس الفنزويلي الراحل تشافيز الذي سماه خليفة له في آخر خطاب القاه قبل وفاته الشهر الماضي بالسرطان، وبلغت نسبة الاقبال على التصويت 79 في المائة أي أقل من نسبة 80 في المائة القياسية التي حدثت العام الماضي في آخر انتخابات خاضها تشافيز وفاز فيها بفترة رئاسية ثالثة. ويقول كابريليس (40 عاما) إن الناخبين سئموا سياسات عصر تشافيز المسببة للانقسام وتعهد بتهدئة مخاوف يومية مثل جرائم العنف والتضخم المرتفع والمرافق المتداعية، وقال جوني جونزاليس (54 عاما) وهو من ضاحية في كراكاس يحظى تشافيز بتأييد كبير فيها: «مادورو هو استمرار لسياسات الرئيس تشافيز.. أظهرت لنا هذه السنوات الأربع عشرة أن الاشتراكية هي الحل ليس فقط لفنزويلا ولكن للانسانية.. إنها الحل للفقراء.. كابريليس يمثل الرأسمالية»، ويواجه مادورو إلى جانب رفض المعارضة لشرعيته تشككا أيضا من داخل الائتلاف الحاكم بعد فوزه بهذا الفارق الضئيل.