قال سيرغي غلازييف مستشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش "سيخسر السلطة إن لم يقمع "التمرد"، مؤكداً أن "الولاياتالمتحدة تقف وراء الإضطرابات التي تشهدها الجمهورية السوفياتية السابقة". واعتبر غلازييف أن "يانوكوفيتش يواجه منذ أكثر من شهرين موجة إحتجاجات غير مسبوقة هي حالة إنقلاب زاحفة. ونظراً إلى أنه ضامن الدستور والأمن ووحدة أراضي أوكرانيا، فليس لديه خيار". وتابع: "إمّا أن يدافع يانوكوفيتش عن الدولة الأوكرانية ويقمع التمرد الذي تحرض عليه وتموله قوى خارجية، وإمّا ان يجازف بخسارة السلطة، وبالتالي سيتحول الأمر إلى فوضى مستمرة ونزاع داخلي في أوكرانيا". وإتهم غلازييف "الولاياتالمتحدة وحلفاءها في الحلف الأطلسي بالتخطيط لهذه الأحداث، عبر توزيع مليارات الدولارات من خلال تمويل منظمات لديها مشاعر العداء لروسيا في المجتمع الأوكراني"، وفق ما جاء في المقابلة التي أجراها في الأسبوع الفائت مع نشرة "غازبروم". وإعتبر غلازييف ان "الإثبات على ذلك، هو أوراق العملة الجديدة، اي الدولار التي تغص بها كييف". وتابع ان "السلطة الأوكرانية وجدت نفسها أمام "ماكينة دعاية سبق أن انتصرت على أكثر من دولة حول العالم وهي وراء الوضع المتفجر" في البلاد". وعلى المقلب الآخر، وقع الرئيس الأوكراني قانوناً للعفو عن المتظاهرين الذين اعتقلوا خلال الإحتجاجات الحاشدة في البلاد، وألغى تشريعاً يقيد التظاهر في محاولة جديدة لنزع فتيل الأزمة السياسية، لكن من غير المرجح أن تكفي هذه الخطوة لإنهاء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في شوارع العاصمة كييف وخارجها والتي تتسم بالعنف في بعض الأحيان. ورفض كثير من المحتجين هذا العفو لكونه مشروطاً بإخلاء المباني التي يحتلها المتظاهرون، وطرحت جماعة أوكرانية قومية متشددة مسؤولة عن معظم أعمال العنف مطالب جديدة صعبة اليوم الجمعة. ويخضع يانوكوفيتش لضغوط منذ تشرين الثاني (نوفمبر) حين أثار غضب الكثير من مواطنيه بقراره قبول حزمة قروض قيمتها 15 مليار دولار من روسيا، بدلاً من التوقيع على إتفاق تجاري مع أوروبا، ما أدى إلى إندلاع إحتجاجات ضخمة في العاصمة. وقتل ستة أشخاص على الأقل وأصيب مئات آخرون في إشتباكات جابت الشوارع بين المتظاهرين المناوئين للحكومة وقوات الأمن والتي تفاقمت بعدما شددت السلطات إجراءاتها في التعامل مع الاحتجاجات. ويعتزم وزير الخارجية الأميركي جون كيري لقاء عدد من زعماء المعارضة من بينهم فيتالي كليتشكو بطل الملاكمة السابق، الذي تحول للعمل السياسي وذلك على هامش مؤتمر أمني يعقد في ميونيخ الجمعة. وقال كيري من برلين إن "رسالتنا إلى المعارضة الأوكرانية ستحمل الدعم الكامل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما والشعب الأميركي لجهودها." وطالب مكتب حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة الرئيس الأوكراني الجمعة، بالتحقيق في تقارير عن حالات خطف وتعذيب. وقالت ممثلة السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين اشتون إنها "أصيبت بالصدمة من آثار التعذيب التي ظهرت على دميترو بولاتوف"، أحد زعماء المسيرات المناهضة للحكومة بعدما ظهر على التلفزيون الأوكراني. وقالت الوزارة في بيان "القوات المسلحة الأوكرانية دعت القائد الأعلى إلى اتخاذ خطوات مباشرة في إطار القانون لإعادة الاستقرار للوضع في البلاد والتوصل إلى إتفاق مع المجتمع".