عقدت السلطة والمعارضة في أوكرانيا طاولة مستديرة لبحث معالجة حركة الاحتجاجات التي دخلت أسبوعها الرابع ضد تراجع كييف عن توقيع اتفاق شراكة تجارية مع الاتحاد الأوروبي مقابل تعزيز العلاقات مع روسيا. واستبق الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش المفاوضات بعرض إصدار عفو عن المتظاهرين الذين أوقفوا خلال الاحتجاجات. أما زعيم حزب «أودار» المعارض بطل العالم في الملاكمة فيتالي كليتشكو الذي جلس مقابل الرئيس الأوكراني فقال: «أتوجه إلى الرئيس يانوكوفيتش، وأحملكم المسؤولية الشخصية لما يجري في البلاد». وأضاف بينما كان الرئيس يسجل ملاحظات: «نعرف أن هناك خططاً لتسوية الوضع بالقوة، ما سيؤدي إلى نتائج كارثية على البلاد وعليكم شخصياً»، علماً أن المعارضة تتوقع أن يبادر بانوكوفيتش، خلال زيارته موسكو الثلثاء المقبل، إلى الانضمام إلى اتحاد جمركي بين روسيا وجمهوريات سوفياتية سابقة. وكانت المعارضة دعت إلى تعبئة عارمة في كييف غداً الأحد. وخاطب كليتشكو آلاف المتظاهرين في كييف أول من امس قائلا: «على جميع الأوكرانيين النزول إلى ميدان الاستقلال في كييف، للتعبير عن تطلعاتهم إلى العيش في بلد أوروبي حديث». وأضاف «يحاولون تخويفنا، لكنهم سيفشلون»، علماً أن المعارضة تتهم الرئيس يانوكوفيتش بالسعي الى «بيع» أوكرانيا إلى روسيا، وتتوقع أن يبادر خلال زيارته موسكو الثلثاء المقبل إلى الانضمام إلى اتحاد جمركي بين روسيا وجمهوريات سوفياتية سابقة. وأول من امس، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «بالمصالح الاقتصادية الحقيقية» التي ستنتج من التقارب بين موسكو وكييف، قبل أن يرد مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون سياسات الجوار ستيفان فولي بتعهد تقديم دعم مالي «يلبي طموحات أوكرانيا»، مقترحاً «خريطة طريق» لتطبيق اتفاق «استناداً إلى تعهد واضح من أوكرانيا بتوقيع اتفاق شراكة». ورفض فولي طرح أرقام، بعدما طلب رئيس الوزراء الأوكراني ميكولا أزاروف الأربعاء الماضي مساعدة أوروبية قيمتها 20 بليون يورو، علماً أن الأخير حذر أول من امس من أن تدهور العلاقات التجارية والاقتصادية مع روسيا يهدّد بانهيار الاقتصاد الأوكراني، ووعد بأن تبذل حكومته ما بوسعها لترميم هذه العلاقات، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين أوكرانياوروسيا ناهز 55 بليون دولار. ويلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في بروكسيل الإثنين لبحث المسألة الأوكرانية. وأبدت أوروبا والولايات المتحدة تضامنهما مع المحتجين، ولمّحت واشنطن إلى احتمال فرض عقوبات على كييف، في حال تدخل الجيش الأوكراني ضد المحتجين.