شكك وزير الداخلية الأوكراني فيتالي زاخارتشنكو في فرص إيجاد حل سلمي لأزمة الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي ارتفع عدد قتلى صداماتها الدموية منذ أسبوع إلى ستة. وقال: «فقدت المعارضة السيطرة على مجموعات متطرفة تسيطر على مبانٍ محتلة، خصوصاً بلدية كييف ووزارة الزراعة، وخزّنت أسلحة، لذا لا جدوى من محاولة تسوية الأزمة سلماً». وخاطب الوزير المتظاهرين الذين يطالبون منذ فترة بتنحيه قائلاً: «ابتعدوا عن المتشددين، واذهبوا إلى مكان آمن. مَن سيبقون في ساحة الاستقلال والمباني الحكومية المحتلة سيعتبرون عناصر في مجموعات متطرفة». لكن رينات اخميتوف، أغنى رجل في أوكرانيا والمقرب من الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، تحدث عن تصدعات في الحزب الحاكم، ووصف التلويح باستخدام القوة بأنه «غير مقبول». وقد يشير ذلك إلى احتمال مناقشة البرلمان، خلال جلسة استثنائية بعد غد، إقالة وزير الداخلية ضمن تعديل حكومي وعد به الرئيس يانوكوفيتش، على غرار مراجعة قوانين قمع التظاهرات والتي صدرت الأسبوع الماضي. وعلّق الملاكم السابق المعارض فيتالي كليتشكو على «الخطوات التصالحية» ليانوكوفيتش، معتبراً أن «تغيير الحكومة لا يكفي، إذ يجب تغيير قواعد اللعبة». ميدانياً، تصاعد التوتر مجدداً ليل الجمعة – السبت في كييف، إثر اتهام وزارة الداخلية معسكر اعتصام المعارضة بمهاجمة شرطيين وقتل أحدهم جنوب كييف، والتسبب في جرح آخرين. ووصفت المعارضة الاتهام بأنه «استفزاز مقصود لإغضاب الشرطة ضد المتظاهرين». ونددت بقرار محكمة سجن أكثر من 12 ناشطاً لشهرين بعد الاشتباكات الدموية هذا الأسبوع، معتبرة أن السلطات نكثت بوعدها العفو عن متظاهرين، علماً بأن أحد المدانين رجل عمره 72 سنة اتهم بمهاجمة شرطي. ومع ترقب تكثيف الضغط الغربي على يانوكوفيتش لإيجاد حل للأزمة، من خلال زيارة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون العاصمة الأوكرانية في 30 و31 الجاري، دعت موسكو التي ستعقد قمة مع الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع، إلى عدم تشجيع المقاتلين الذين ينشطون في أوكرانيا، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «من المهم عدم صدور تصريحات من الخارج تفسرها المعارضة، خصوصاً المقاتلين المنتشرين في كل مكان هناك، على أنها تشجيع لتصرفاتها، وأن ما تنفذه يحظى بدعم المجتمع الأوروبي».