برنامج تلفزيوني كان «الحافز» الرئيس والمباشر الذي دعا مجلة «كلوزر» إلى الاهتمام الفوري بالعلاقة الغرامية «المفترضة» التي تربط الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالممثلة جولي غاييه. المجلة التي نشرت صوراً تبيّن الرئيس داخلاً وخارجاً من منزل الممثلة، استعانت فور رؤيتها البرنامج التلفزيوني «غراند جورنال» على «كانال بلوس»، بخدمات مصور فرنسي مختص بتصوير مثل هذه القضايا وغيرها أيضاً. هذا ما صرح به المصور في مقابلة إذاعية، مضيفاً أن الأمر كان سينكشف معه أو من دونه، في محاولة منه «لوضع الأمور في نصابها» بعد الانتقادات التي طاولته حول التدخل بالحياة الشخصية للرئيس، وهو ما لا يهتم له الفرنسيون ولا يؤثر في نظرتهم للزعماء السياسيين عموماً. ففي منتصف الشهر الأخير من العام الماضي، استضاف البرنامج اليومي «غراند جورنال» جولي غاييه ومعها شريكاها في فيلم «روح من ورق» للترويج لهذا العمل الذي كان سيبدأ عرضه قريباً على الشاشات في فرنسا من بطولتها مع استيفان غييون وبيار ريشار. الإعلامي مقدم البرنامج سأل الممثلة التي كانت دعمت هولاند في حملته الرئاسية واصفة إياه بأجمل الأوصاف في ذلك الحين: «أين أنت اليوم من هذا؟». ثم استغرق الممثل في الضحك، وفي ردّ على سؤال «بريء» عن سبب ضحكه قال: «كان (هولاند) يأتي إلى التصوير. هو يحب الفيلم كثيراً. الرئيس يحب الفيلم! امرأته أقل بكثير!». كان الأوان فات بعد إنكار الممثل، وهو مقدم برامج وفكاهي أيضاً، وقوله إنها كانت مجرد مزحة! فالقرار كان اتخذ في المجلة للاستعانة بخدمات مصور جاسوس (بابراتزي) لكشف العلاقة بين هولاند وغاييه، ما يطلق عليه اليوم في فرنسا «غاييه غيت». المزاح حول الرئيس الفرنسي يتكرر هذه الأيام، ولا حظّ له حتى مع التلفزيون العام. فبعد مؤتمره الصحافي الثالث الذي جاء بعد أيام من انكشاف أمر الغرام وانهيار شريكته «الأولى» وذهابها إلى المستشفى للاستراحة، كانت مراسلة «فرانس 2» تسأل في بث مباشر رئيس الوزراء هيرو (أو إرولت): «كيف وجدت الرئيس في المؤتمر الصحافي؟». وأثناء رده، تناهى إلى مسمع المشاهدين في الوقت ذاته صوت آخر لصحافية كانت مدعوة في الاستوديو للحديث عن المؤتمر وهي تعلق: «بشع ومثير للرثاء» وأتبعت تعليقها بضحكة رنانة معتقدة أن الميكروفون مغلق! موقع «تي في لوفيغارو» بثّ الفيديو ومعه «شرح» مقدم النشرة تجنباً للإحراج الذي سببته الصحافية لأن «كل ما قالته كان مزحة»! «فميشيل (الصحافية) كانت تظن أن الميكروفون مغلق»! وتابع المذيع بابتسامة عريضة: «يحصل هذا أحياناً، أنها «متعة» البث المباشر». «متعة»؟ للمشاهد بالتأكيد، أما لمصدر المزحة والمتعة فهذا يتوقف بالتأكيد على موقع الاستوديو الذي انطلقتا منه!