لندن، موسكو، واشنطن، دمشق - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - واصل سلاح الجو التابع للنظام السوري قصفه حلب في شمال البلاد بلا هوادة، في وقت قال قيادي في الهيئة السياسية ل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، إن تصعيد النظام القصف «يرمي إلى التهرب من مؤتمر جنيف 2»، لافتاً إلى أن حلفاء «الائتلاف» أبلغوا قادته ضرورة التمسك بالمؤتمر الدولي. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن أكثر من 15 شخصاً، بينهم سيدة وثلاثة أطفال، قتلوا بغارات أمس على حي السكري في حلب، فيما قالت «الهيئة العامة للثورة السورية» إن عدد القتلى وصل إلى 30. وأوضح «المرصد» أن القصف الجوي الدامي لا سيما باستخدام البراميل المتفجرة المحشوة بأطنان من مادة تي أن تي، أدى منذ 15 كانون الأول (ديسمبر) وحتى أول من أمس الإثنين، إلى مقتل 364 شخصاً، بينهم 105 أطفال و33 سيدة وما لا يقل عن 30 مقاتلاً معارضاً. وكان الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني دان قصف النظام لمدينة حلب، متهماً جيش النظام باستخدام «براميل متفجرة وصواريخ سكود بلا تمييز». ودافعت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الغارات الجوية رداً على انتقادات واشنطن، معتبرة أن هذه المناطق تحولت «جبهة قتال» تضم مقاتلين عرباً وأجانب. واعتبرت الوكالة أن البيت الأبيض «تعامى عن جرائم الإرهابيين (في إشارة الى مقاتلي المعارضة) وغالبيتهم من أولئك المسلحين الأجانب، عندما دان ما سمّاه الهجمات الجوية المستمرة من جانب القوات الحكومية السورية... بلا تمييز في مدينة حلب». وأوضح قيادي في «الائتلاف» ل «الحياة»، أن رئيسه أحمد الجربا بعث برسائل إلي كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ومسؤولين آخرين، جاء فيها أن تصعيد النظام للقصف هو «رد» على تحديد موعد جنيف في 22 الشهر المقبل، وأن المعارضة باتت في «موقف حرج»، لكن القيادي أشار إلى أن النصائح التي تلقتها المعارضة تضمنت التمسك بالمشاركة في المؤتمر. وفي موسكو، نقل موقع «روسيا اليوم» عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «أن شركاء روسيا الغربيين باتوا يدركون أن إسقاط الأسد لا يمثل سبيلاً لتسوية الأزمة السورية، بل قد يؤدي إلى استيلاء المتطرفين على السلطة خلال فترة وجيزة». واعتبر لافروف «أن التصريحات السابقة لبعض الزعماء الغربيين عن أن الأسد لم يعد يمثل سورية كانت سابقة لأوانها، علماً بأن الأخير ما زال يمثل شريحة كبيرة من الشعب السوري». وقال إن «مكافحة الإرهاب الدولي يجب أن تكون في صلب اهتمام مؤتمر جنيف 2، وآمل ألا يجادل أحد (بأن مكافحة الإرهاب يجب أن تكون في صلب الاهتمام) وألا تطرح المعارضة شروطاً جديدة لا يمكن قبولها وتتعارض مع المبادرة الروسية - الأميركية». وزاد أنه تجب دعوة جميع جيران سورية وإيران والسعودية إلى «جنيف 2»، لكنه قال: «لم يتخذ بعد قرار نهائي في شأن مشاركة إيران. يقولون إن إيران تلعب دوراً مضراً وإنها لم توقّع على بيان جنيف الصادر العام الماضي الذي يعتمد عليه جنيف 2. لكن نرى أن مشاركة إيران والسعودية في المؤتمر أمر ضروري، إذ إن هذين البلدين سيؤثران على الوضع في سورية في أي حال، ولذلك من الأفضل إشراكهما في الحوار». من جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن روسيا ستستضيف محادثات دولية يوم الجمعة لمناقشة تدمير الأسلحة الكيماوية السورية، بمشاركة خبراء من روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية وسورية. وفي دمشق، اتهم النظام مقاتلي المعارضة بشن هجمات على موقعين للأسلحة الكيماوية في ريف دمشق ووسط سورية قبل أيام. ونقلت «سانا» عن مصدر في وزارة الخارجية: «في 21 كانون الأول (ديسمبر) 2013، قامت المجموعات الإرهابية المسلحة (في إشارة إلى مقاتلي المعارضة) بالهجوم على أحد هذه المواقع في المنطقة الوسطى (...) إلا أن الجهات المعنية قامت بالتصدي لهذا الهجوم». وأضاف أن مجموعات أخرى «شنت هجوماً على أحد المواقع في ريف دمشق محاولة اقتحامه بعربة مدرعة محملة بكميات كبيرة من المتفجرات، إلا أن عناصر حماية الموقع تصدوا لهذا الهجوم وفجروا السيارة المفخخة قبل دخولها». في الدوحة، دعا وزير الدفاع في الحكومة السورية الموقتة أسعد مصطفى في حديث إلى «الحياة»، الدول العربية إلى «توحيد» جميع أنواع دعمها ليكون عبر قناتي الحكومة الموقتة ووزارة الدفاع، مشدداً على ضرورة أن «يرتفع دعم الأشقاء والأصدقاء إلى مستوى حجم الكارثة التي نعانيها». وقال: «نواجه نظاماً مجرماً، معه حلفاء يساعدونه في القتل والإجرام ويقدمون له المال والسلاح والرجال بدعم سياسي من دولة كبرى في مجلس الأمن هي روسيا».