أعلن القيادي في الحزب الحاكم ومستشار الرئيس السوداني السابق السودان غازي صلاح الدين أمس، إنشاء حزب سياسي جديد، في انشقاق هو الثاني من نوعه في الحزب الحاكم بعد خروج عرّاب النظام الحاكم حسن الترابي وتكوين حزب المؤتمر الشعبي المعارض في العام 1999. وقال صلاح الدين إن «الإجراءات التعسفية والغير قانونية التي اتخذها حزب المؤتمر الوطني حيال مجموعة الإصلاحيين في داخله، أطلقت رصاصة الرحمة على جسد الإصلاح». وأضاف أن «هذا الإجراء فتح الباب أمامنا لتشكيل حزب سياسي جديد، وتقديم بديل محترم ومقنع في الساحة السياسية». وأشار إلى أن المشاورات جارية لتكوين ذلك الحزب، نافياً دورانه في فلك الأحزاب الإسلامية ومؤكداً أنه سيقدم طرحاً جديداً. وكان الصراع احتدم بين حزب المؤتمر الوطني وقيادات الحركة الإصلاحية فيه بعد إصدار المكتب القيادي للحزب قرارات الخميس الماضي، بفصل وتجميد عضوية تسعة من قادته المعروفين، أبرزهم غازي صلاح الدين ووزير الأوقاف السابق حسن رزق. في غضون ذلك، تصاعد التوتر في منطقة أبيي المتنازع عليها بين دولتي السودان وجنوب السودان أمس، بعد تمسك قبيلة «دينكا نقوك» الأفريقية بإجراء استفتاء من جانب واحد غداً الإثنين. وأرجأ وفد من الاتحاد الإفريقي زيارةً كانت مقررة إلى المنطقة أمس، بعدما أعلنت الخرطوم عدم قدرتها على ضمان سلامة أعضاء الوفد. وقال القيادي في حزب «الحركة الشعبية» الحاكم في جنوب السودان دينغ ألور، إن زعماء وقيادات الدينكا نقوك أُبلغوا بأن وفد مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي لن يزور أبيي كما كان مقرراً، موضحاً أن الاتحاد الأفريقي قرر تأجيل الزيارة بسبب موقف الخرطوم التي حمّلت الوفد مسؤولية ما قد يحدث لأعضائه في حال زار المنطقة. وزاد ألور أن الاتحاد الافريقي قرر تأجيل الزيارة، افساحاً في المجال أمام مزيد من الاتصالات مع الخرطوم، مؤكداً أن ال»دينكا نقوك» مستمرون في خطوات إجراء استفتاء أحادي الجانب، ويُتوقع أن تبدأ عملية التصويت اليوم الأحد وتستمر حتى الغد. في المقابل، صرح مسؤول ملف أبيي في الحكومة السودانية الخير الفهيم ل «الحياة»، أن حكومته نصحت وفد مجلس السلم والأمن الأفريقي الذي يتألف من 15 سفيراً، بإرجاء زيارته الى أبيي بسبب توتر الوضع الأمني هناك على خلفية إصرار ال «دينكا نقوك» على إجراء الاستفتاء. إلى ذلك، توعد مدير جهاز الأمن والاستخبارات السوداني محمد عطا المولى المتمردين في دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بصيف ساخن، مبيناً أن حكومته أقرت خطة أمنية للتعامل مع المتمردين.