رفض متمردو دارفور أمس المهلة التي منحها الرئيس السوداني عمر البشير أمام الوساطة العربية - الأفريقية المشتركة في أزمة دارفور والحركات المسلحة لتوقيع اتفاق سلام في الدوحة. وقال البشير إنه سيسحب الوفد الحكومي المفاوض من العاصمة القطرية إذا لم يتم توقيع الاتفاق بحلول اليوم الخميس. وجاء ذلك في وقت هدد حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم في الخرطوم بتعطيل استفتاء تقرير مصير الجنوب، بعد 12 يوماً، في حال اتخذت قبيلة دينكا نقوك الافريقية قراراً آحادياً في شأن مستقبل منطقة أبيي المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه. وقال قيادي في «حركة التحرير والعدالة» التي تتفاوض منذ شهور مع الحكومة السودانية في الدوحة، إن المهلة التي حددها الرئيس البشير خلال زيارته أمس لنيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، لا تساعد، مشككاً في إمكان توقيع اتفاق السلام بحلول اليوم الخميس. ونقلت وكالة «رويترز» عن نائب رئيس الحركة حيدة أتيم: «ليس أمراً يحدده (الرئيس) البشير ما إذا كانت المحادثات تتقدم، إنها أمر تحدده الوساطة. فليسحب وفده (من المفاوضات). مشكلة دارفور ستستمر». وكانت حركة متمردة أخرى هي «حركة العدل والمساواة» انخرطت هي الأخرى في مفاوضات سلام مع الحكومة السودانية في الدوحة، لكنها قاطعتها في الشهور الماضية مصرّة على السماح لزعيمها، الدكتور خليل إبراهيم، بالانتقال من ليبيا إلى دارفور، وهو أمر ترفض الخرطوم السماح به. وجاء موقف «حركة التحرير والعدالة» التي يقودها التجاني السيسي، بعدما قال الرئيس البشير في خطابه في نيالا: «نشكر قطر التي استضافت مفاوضات سلام دارفور ونشكر الوسطاء وصبرهم على التفاوض، ولكن يكفي... نريد سلاماً من الداخل في دارفور، وسنسحب وفدنا من هناك فوراً إذا لم يتم توقيع اتفاق سلام (بحلول اليوم)». وانتقد زعماء التمرد قائلاً «إنهم اعتادوا الإقامة في الفنادق الفاهرة واعتادوا حياة الراحة بينما أهل دارفور قابضون على الجمر». وهدد بالحسم مع كل من يحمل بندقية في دارفور. وعن استفتاء تقرير مصير الجنوب، قال البشير إن خيار وحدة البلاد أو انفصال الجنوب في ايدي أهل الجنوب. وزاد: «إذا اختاروا الانفصال سنقول لهم مبروك عليكم ونتمنى لك التوفيق ومستعدون لمساعدتكم في بناء دولتكم». وفي تطور خطير، حذّر مسؤول ملف أبيي في حزب «المؤتمر الوطني» الدرديري محمد أحمد من أن حزبه يمكن أن يرفض اجراء استفتاء الجنوب في حال تبني «الحركة الشعبية لتحرير السودان» نصائح محامين أميركيين في شأن خطة لضم منطقة أبيي، المتنازع عليها، إلى جنوب السودان، في خطوة آحادية الجانب. ونص اتفاق السلام العام 2005 على اجراء استفتاء في أبيي لتحديد مستقبلها بين البقاء ضمن وضع استثنائي في الشمال أو الانضمام إلى الجنوب، على أن يجري الاستفتاء متزامناً مع استفتاء تقرير مصير الجنوب في 9 كانون الثاني (يناير) المقبل. لكن طرفي الاتفاق فشلا في تحديد هوية الناخب الذي يحق له المشاركة في استفتاء أبيي، (هل ينحصر بأبناء قبلية دينكا نقوق الافريقية التي تقطن أبيي أم يشمل أيضاً قبيلة المسيرية العربية التي ترعى مواشيها في المنطقة).