أكدت الحكومة الكينية الجمعة ان الجيش الكيني سيستمر في محاربة إسلاميي تنظيم الشباب المتطرفين في الصومال وذلك رغم تهديدات الحركة بتنفيذ مزيد من الهجمات على غرار الاعتداء على مركز تجاري كبير في نيروبي. وأكد وزير الداخلية الكيني جوزف أولي لينكو على إصرار كينيا على عدم الانسحاب من الصومال قائلاً إنها مسألة "أمن قومي". وفي رد على تهديدات حركة الشباب الصومالية "لقد ذهبنا الى الصومال لأن الشباب كانوا يشكلون تهديداً لأمننا الوطني"، مضيفاً "لم يتم القضاء على ذلك التهديد ومن ثم فإن موقفنا لم يتغير. من الواضح تماما أننا سنستمر في اتخاذ إجراءات على تلك الجبهة إلى أن نحمي أمننا ومصالحنا في البلاد". وكانت الحركة الصومالية تبنت الهجوم على المركز التجاري وقالت إن هذه العملية تأتي رداً على التدخل العسكري الكيني في الصومال منذ نهاية 2011. وقال التنظيم مساء الاربعاء "اسحبوا قواتكم (..) او استعدوا لحمامات دم اخرى على اراضيكم". وقال أولي لينكو إن السلطات تحتجز ثمانية أشخاص لصلتهم بالهجوم بينما أطلقت سراح ثلاثة آخرين بعد استجوابهم. وأوضح أن "الشرطة تحتجز ثمانية مشتبه بهم بينما تسعى لإزالة القناع عمن يقفون وراء الهجوم الإرهابي. تم استجواب ثلاثة آخرين وأطلق سراحهم." وأضاف أن المشتبه بهم محتجزون بموجب قانون مكافحة الإرهاب مما يعني إمكانية "احتجازهم لفترات أطول قبل تقديمهم للمحاكمة". ولم يخض في التفاصيل. وأشار إلى أنه لا توجد تقارير رسمية تفيد بأن هناك أشخاصاً ما زالوا مفقودين منذ الهجوم. وكان الصليب الأحمر الكيني قال في وقت سابق إن عشرات لا يزالون مفقودين. وقال أولي لينكو إن المحققين ييحثون بين أنقاض المركز التجاري حيث انهارت ثلاثة طوابق بعد سلسلة من الانفجارات وحريق كبير. وأضاف أنهم يحرزون تقدما مهما. واليوم الجمعة تواصلت تظاهرات الترحم على الضحايا في نيروبي. ونظمت منظمة خيرية صلاة عامة في مرآب تمركزت فيه فرق الاسعاف اثناء الواقعة. وعبر المدينة تنشط فرق دعم نفسي في استقبال مواطنين مذهولين. وبحسب مصادر أمنية فإن الكومندس المكون من 10 الى 15 مسلحاً هجموا على المركز منتصف نهار السبت في توقيت يشهد اقبالاً كبيراً. وهاجموا الزبائن والموظفين بالقنابل اليدوية قبل ان يتحصنوا مع رهائن. وقال شهود ان بعض المهاجمين كانوا يتحدثون باللغة الانكليزية والبعض الاخر بلغة كيسوالي (المحكية في كينيا) وبعضهم ربما العربية. وفي نيروبي حيث يعيش الكثير من الاجانب اشير مرارا خصوصا من شركات الامن الى مركز ويست غيت التجاري المملوك جزئيا من اسرائيليين باعتباره هدفا محتملا للمجموعات المرتبطة بالقاعدة مثل الشباب. وتخشى الجالية الصومالية في كينيا عمليات انتقام خصوصا من الشرطة المحلية.واشارت منظمة هيومن رايتس ووتش الجمعة الى ان "وكالات الامن الكينية" كان مسؤولة في الماضي عن "ردات فعل على هجمات اتهم صوماليون بارتكابها من خلال ارتكاب تجاوزات بحق الجالية الصومالية في كينيا واللاجئين الصوماليين".