ارتفعت حصيلة ضحايا الهجوم المسلح الذي تعرض له مركز «ويست غيت» التجاري في العاصمة الكينية نيروبي إلى 68 قتيلا، منهم عدد من الغربيين. ورأى الرئيس الكيني أوهورو كينياتا أمس أنه أمام قوات الأمن التي تواجه المسلحين الصوماليين المتشددين في المركز فرصة جيدة للسيطرة عليهم، مشيرا إلى أنهم موجودون في مكان واحد داخل المبنى. وردا على سؤال حول ما إذا كان يدرس سحب القوات الكينية من الصومال، قال كينياتا «ذهبنا كدولة إلى الصومال للمساعدة في استقرار البلاد لكن الأهم هو خوض الحرب ضد الإرهاب».. وأضاف «يجب ألا نلين في حربنا ضد الإرهاب.. الهجوم زادنا التزاما بالقتال في هذه الحرب والانتصار، وسيدفع المسؤولون عنه ثمن أعمالهم الغاشمة والوحشية».. ولفت إلى أن بين القتلى ابن أخيه وخطيبته. وأفادت تقارير أن ما بين 10 و15 مسلحا يتحصنون برهائن يحتجزونهم في المركز التجاري الذي بدأوا الهجوم عليه أمس الأول. بينما أشار مصدر أمني إلى وجود عناصر إسرائيليين إلى جانب القوات الكينية التي تحاول السيطرة على الوضع في المركز الذي يمتلك الإسرائيليون جزءا منه. وألمح مسؤول إسرائيلي إلى أن ما يحصل ليس تدخلا عسكريا بكل ما للكلمة من معنى بل هو دعم لوجستي. وحسب المعلومات المتوافرة فقد قتل في الهجوم الذي تبنته حركة الشباب الصومالية المتشددة والمرتبطة بتنظيم القاعدة، ثلاثة بريطانيين وفرنسيتان «والدة وابنتها» وهولندية ودبلوماسيان أحدهما من كندا والآخر من غانا وكورية جنوبية وجنوب أفريقي إضافة إلى الشاعر ورجل الدولة الغيني كوفي أونور والبيروفي خوان جيزوس أورتيز المساعد السابق لمدير صندوق الأممالمتحدة للطفولة «اليونيسف» في كينيا. ورفضت الحركة التفاوض مع السلطات الكينية مشيرة إلى أنها نفذت الهجوم على المركز التجاري ردا على تدخل القوات الكينية في الصومال. واكتظت مستشفيات نيروبي بالجرحى الذين أصيبوا بنيران الأسلحة الأوتوماتيكية والقنابل اليدوية التي استخدمها المسلحون الذين تسللوا إلى المركز التجاري في وقت كان مكتظا بالمتسوقين بعد ظهر أمس الأول، علما بأنه يضم مطاعم ومقاهي ومصارف وسوبر ماركت كبيرا ومجمعا سينمائيا يجتذب آلاف الأشخاص يوميا. وانتقدت واشنطن الهجوم الذي وصفته بأنه شائن فيما اعتبرته الرئاسة الفرنسية اعتداء جبانا وأدانته بالإجماع الدول ال 15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي. وأجرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتصالا هاتفيا بنظيره الكيني أوهورو كينياتا وأكد له الدعم الأمريكي لجهود كينيا الرامية لتقديم منفذي الهجوم الإرهابي إلى العدالة. ويعد هذا الهجوم أكثر الهجمات دموية في العاصمة الكينية منذ هجوم انتحاري شنه تنظيم القاعدة في أغسطس «آب» 1998 على السفارة الأمريكية وأسفر عن أكثر من 200 قتيل.