دعا خبراء دوليون ومحليون في منتدى يختص بالموهبة والإبداع إلى صحوة معرفية في المجتمع السعودي، من خلال استزراعها في البيئة التربوية للتعليم العام والجامعي، مطالبين بإعطاء عناية خاصة لإعداد ذوي القدرات العقلية العالية والمواهب الخاصة، للتعامل مع متطلبات المستقبل وقيادة المجتمع بمجالاته المتنوعة نحو صناعة وتسويق المعرفة، مشيرين إلى أن اقتصادات العديد من الدول، اتجهت أخيراً نحو الاقتصاد القائم على المعرفة، الذي يتميز باعتماد النمو فيه على عامل المعرفة أكثر من أي وقت مضى في التاريخ البشري. وأوضح وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله، في كلمته أمام منتدى «الموهبة... نحو برامج صيفية محلية بجودة عالمية»، والتي ألقاها نيابة عنه نائبه فيصل بن معمر، في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض أمس، أن «المنتدى يأتي في إطار عناية المملكة الشاملة بتوفير البيئة المناسبة لموهوبيها ومبدعيها كأحد المكتسبات المهمة، وخطوة في طريق بناء مجتمع معرفي، يحفز على صنع معارف مبتكرة، تشكّل أساساً لثروتها وقوتها وتطورها، منطلقة في ذلك من رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بوصف الموهوبين والموهوبات، أمل الوطن في غد مشرق وواعد». من جهته، اعتبر أستاذ برامج الموهوبين وتنمية المعرفة الدكتور عبدالله محمد الجغيمان، أن المعرفة في الوقت الحالي أصبحت سلعة تباع وتشترى، ووسيلة تتم من خلالها السيطرة على ثقافات واقتصادات الدول، مؤكداً أن عصر المعرفة واقتصاداتها أسهم في خلق تحديات جديدة، تتعاظم يوماً بعد يوم تواجهها المجتمعات المعاصرة، أجملها في التحديات اللغوية الثقافية، والسيطرة على المعرفة واحتكارها، وسيادة التجارة العالمية، وازدياد الصحوة المعرفية. وأكد في محاضرته التي ألقاها في منتدى «إعداد القيادات الشابة لعصر اقتصادات المعرفة والعولمة»، أن التحول إلى مجتمع معرفي متقدم قادر على المنافسة العالمية، يتطلب استثمارات كبيرة في البيئة التربوية للتعليم العام والجامعي، وإعطاء عناية خاصة لإعداد ذوي القدرات العقلية العالية والمواهب الخاصة، للتعامل مع متطلبات المستقبل، وقيادة المجتمع بمجالاته المتنوعة نحو صناعة وتسويق المعرفة، داعياً إلى توفير بيئة إثرائية قادرة على مساعدة الطلبة الموهوبين في اكتساب المهارات اللازمة، للنجاح في مواجهة تحديات العصر. وفي الإطار ذاته، أشار كبير مستشاري العلوم والتكنولوجيا للتنمية المستدامة في الأممالمتحدة UN –DESA الدكتور محمد مراياتي إلى الدور المتعاظم للمعرفة في التوجه نحو مجتمع المعرفة، وتحول اقتصاديات العديد من الدول أخيراً نحو الاقتصاد القائم على المعرفة، الذي يتميز باعتماد النمو فيه على عامل المعرفة أكثر من أي وقت مضى في تاريخ البشرية. واعتبر أن المملكة تتقدم تقدماً ملحوظاً في العناية بالموهبة والإبداع، وفي تعزيز النظام الوطني للابتكار، من خلال منطلقات للتوجه نحو اقتصاد المعرفة، تتمثل في تنفيذ الخطة الخمسية الأولى (السياسة الوطنية للعلوم والتقنية)، وتنفيذ الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات، ووضع الاستراتيجية الوطنية للصناعة، وإعداد الخطة المستقبلية للتعليم الجامعي، وتوجه بعض جامعات المملكة نحو زيادة الاهتمام بالتعليم لمجتمع المعرفة، وإعداد وإقرار استراتيجية الموهبة والإبداع ودعم الابتكار 1444ه، ومشاريع المدن الاقتصادية الست، ومنها مدينة المعرفة في المدينةالمنورة، وحديقة تقنية المعلومات والاتصالات في الرياض. إلى ذلك، أوضح نائب وزير التربية والتعليم فيصل بن معمر، الذي افتتح فعاليات المنتدى، الذي تنظمه مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، ويستمر ثلاثة أيام، أن المنتدى يعد إحدى خطوات تنفيذ خطة واستراتيجية الموهبة والإبداع ودعم الابتكار، التي اقرها رئيس المؤسسة خادم الحرمين الشريفين أخيراً، مشيراً أن هناك نتائج ايجابية ومبشرة في ما يتعلق بتبني المواهب الواعدة في المملكة، مؤكداً أن الخطة الاستراتيجية ستولد موهوبين ومبدعين في جميع أنحاء المملكة، موضحاً أن الاهتمام بالنشء والطلبة والطالبات هو الركيزة الأساسية لعمل «موهبة»، معتبراً أن وجود 5 ملايين طالب وطالبة في المملكة، يمثل مجالاً خصباً ل«موهبة»، لتقديم برامجها واستراتيجيتها، معتبراً أن المجال الأول ل«موهبة» هو المدرسة.