اعتبر خبراء اميركيون في شؤون الشرق الاوسط ان بيان وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي أكد «استخدام السلاح الكيماوي في سورية» وتعهد «المحاسبة»، شكل نقلة في الموقف الأميركي نحو توجيه ضربة عسكرية الى منشآت ووحدات عسكرية للنظام السوري، من بين أهدافها «احياء قوة الردع الأميركية ضد انتشار السلاح الكيماوي». وتزامن ذلك مع لقاء عقدته مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس بوفد اسرائيلي برئاسة نظيرها الاسرائيلي ياكوف أميدرور وجرى البحث في قضايا ثنائية بينها الملفان السوري والايراني. ويقول مايكل دوران الباحث في معهد «بروكينغز» والمسؤول السابق في ادارة جورج بوش ل «الحياة» إن بيان كيري هو «خميرة النقلة الأميركية في الموقف حيال سورية، والتي ردت على تصعيد الكيماوي بتصعيد في الموقف». وأشار دوران الى أن الحجة الأميركية للتدخل العسكري في سورية تستند في شكل كبير الى «استخدام السلاح الكيماوي وبناء قضية دولية لمنع انتشاره وإحياء قوة الردع الأميركية في هذا المجال»، ولفت الى أن أي تدخل «لن يكون لإطاحة النظام في سورية وخصوصاً اذا أخذنا في الاعتبار تردد الرئيس باراك أوباما في هذا المجال ومحاولة تفاديه سابقاً هذا السيناريو». ويرى دوران وخبراء آخرون بينهم أندرو تابلر أن الضربة باتت مسألة «متى ستحصل وليس اذا ستحصل». وكان كيري أكد أن أوباما مقتنع بأنه «ينبغي ان تكون هناك عواقب على الذين يستخدمون مثل هذه الاسلحة». وأضاف: «حتى لو اختلفنا حول اسباب ما يحصل في سورية يجب ان نكون متفقين على وجوب المساءلة عن استخدام الكيماوي حتى لا يعاود استخدامه»، في إشارة إلى الخلاف مع روسيا على مقاربة هذا الموضوع. وتوقع دوران الذي كان يعمل في مجلس الأمن القومي ووزارة الدفاع الأميركية، توجيه واشنطن ضربات تستهدف وحدات لقوات الأسد ومنشآت عسكرية ومنصات اطلاق صواريخ، ولفت الى أن أوباما يمضي في هذا الاتجاه على رغم عدم وجود حماسة لدى الكونغرس لمثل هذه الخطة.