دعت الأممالمتحدة أمس إلى فتح تحقيق مستقل في عشرات عمليات الإعدام المفترضة لجنود نظاميين سوريين بأيدي معارضين مسلحين في بلدة خان العسل بمحافظة حلب في شمال سورية، في وقت شنت القوات النظامية السورية سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي على عدد من المدن والبلدات والأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في مناطق مختلفة من البلاد، بالتزامن مع مقتل 12 عنصراً من الإسلاميين المتشددين في تجدد الاشتباكات بين المقاتلين الأكراد في الحسكة، شمال شرقي سورية. وقالت المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي في بيان: «ينبغي فتح تحقيق معمق لتحديد ما إذا تم ارتكاب جرائم حرب، وينبغي سوق المسؤولين عنها أمام القضاء»، موضحة أن هذه الأحداث وقعت في تموز (يوليو) بعد معركة خان العسل. وأضافت بيلاي أن «عشرات الإعدامات» المفترضة هذه «صادمة للغاية» وتلفت النظر مجدداً إلى الحاجة إلى محاكمة المسؤولين عن انتهاك حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. وأشارت إلى تلقيها معلومات من «مصدر موثوق» مفادها أن المعارضة المسلحة ما زالت تعتقل جنوداً وممثلين عن الحكومة أسروا في خان العسل. وذكرت مختلف الأطراف بأن أي شخص لا يشارك في المعارك، سواء كان من الأسرى أو الجنود الجرحى، تنبغي معاملته بإنسانية في جميع الظروف. وأوضحت بيلاي أن معاونيها شاهدوا على الإنترنت تسجيلات صورتها قوات معارضة في البلدة المذكورة ونشرت بين 2 و26 تموز (يوليو)، وقالت: «هذه الصور، إذا تأكدت صحتها، توحي بأن الإعدامات ارتكبت في خان العسل». ويقوم فريق من المفوضية العليا للأمم المتحدة في المنطقة بالتحقيق في هذه المعلومات وسبق أن دقق في التسجيلات وجمع شهادات من سكان في حلب. وبدت في بعض الأفلام جثث جنود نظاميين تلقى أغلبها رصاصة في الرأس في مختلف أنحاء المدينة، بحسب الأممالمتحدة. وأضافت بيلاي: «استناداً إلى التحليل الذي أجراه فريق عملي حتى اليوم نعتقد أن جماعات مسلحة من المعارضة أقدمت في حدث موثق في تسجيل فيديو على إعدام 30 شخصاً على الأقل أغلبهم من الجنود على ما يبدو». وأكدت أن فريقها يواصل التحقيق. وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد في 26 تموز (يوليو) المنصرم بأن «أكثر من 150 عنصراً من القوات النظامية قتلوا في بلدة خان العسل يومي 22 و23 الشهر في البلدة ومحيطها»، مشيراً إلى أن بين هؤلاء «51 عنصراً أعدموا ميدانياً، بينهم نحو 30 ضابطاً وصف ضابط». في هذا الوقت، استؤنفت الاشتباكات العنيفة في محافظة الحسكة بين المقاتلين الأكراد من «وحدات حماية الشعب» والإسلاميين المتشددين من تنظيمي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «جبهة النصرة» وأسفرت بحسب «المرصد السوري» عن مقتل 12 عنصراً من المتشددين. وقال «المرصد» إن اشتباكات دارت بعد منتصف ليل الخميس-الجمعة في بعض القرى الواقعة بين مدينتي جل آغا (الجوادية) وكركي لكي (معبدة)، بين مقاتلي «وحدات حماية الشعب» من طرف ومقاتلي «الدولة الإسلامية» و «النصرة» والكتائب المقاتلة من طرف آخر، إثر هجوم للإسلاميين على بعض القرى، وأسفرت عن مصرع 12 مقاتلاً من «النصرة» و «الدولة الإسلامية»، بينما لم ترد معلومات عن خسائر في صفوف «الوحدات» الكردية. من جهة أخرى، نفذ الطيران الحربي غارة على قرية رسم العبد وعلى بلدات مارع ودير حافر وكفرناها ومدينة الباب في ريف حلب، وشن غارات أخرى على مدينة الحارة في محافظة درعا. أما في مدينة الرقة، فألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على حديقة الرشيد بالقرب من مشفى التوليد والمصرف العقاري ودوار النعيم، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. وفي مدينة بانياس، اقتحمت عناصر «اللجان الشعبية» و «قوات الدفاع الوطني» الموالية للنظام حي رأس النبع، ووردت أنباء عن عمليات سلب ونهب لمنازل المواطنين. وكان هذا الحي شهد مجزرة في 3 أيار (مايو) الماضي راح ضحيتها ما لا يقل عن 145 مواطناً، بينهم العشرات من النساء والأطفال، بأيدي مسلحي «اللجان الشعبية».