وجّه نحو مئة نائب أصولي في إيران، عريضة إلى مجلس صيانة الدستور تطالب برفض ترشّح رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، واسفنديار رحيم مشائي (أبرز مستشاري الرئيس محمود أحمدي نجاد) لانتخابات الرئاسة المقررة في 14 حزيران (يونيو) المقبل. وندد رفسنجاني بحملات «تشهير» يتعرّض لها، فيما دعا خامنئي المرشحين إلى «الالتزام الكامل للقانون»، وحضّ الناخبين على اختيار رئيسٍ «ثوري مؤمن ذي عزم جهادي». وانتقد مرشحين «يطرحون، لكسب أصوات، شعارات خارجة عن صلاحيات رئيس الجمهورية وإمكانات البلاد». واعتبر أن الاحتجاجات التي تلت انتخابات الرئاسة العام 2009، حدثت «نتيجة انتهاك بعضهم القانون الذي ربما يكون غير صحيح أحياناً، لكنه أفضل من اللاقانون». وفي واشنطن، قالت ويندي شيرمان، نائبة وزير الخارجية الأميركي، إن الولاياتالمتحدة «لا تتحيّز لأحد» في الانتخابات الإيرانية، بل «تريد فقط انتخابات حرة ونزيهة». وأضافت في شهادة أمام مجلس الشيوخ: «أعتبر النظام بغيضاً، لكن سياستنا إزاء إيران ليست تغييره». وزادت: «شاهدنا مستوى قمعٍ متعمّد ومستمر، قبل الانتخابات. فيما أتحدث إليكم، يختار مجلس صيانة الدستور غير المنتخب والذي لا يستشير أحداً، في الكواليس المرشحين للرئاسة، مستنداً إلى معايير غير واضحة لاستبعاد مرشحين محتملين». وورد في عريضة النواب الأصوليين إلى مجلس صيانة الدستور، في إشارة إلى رفسنجاني: «لا يخفى على أحد، دور من تسجّل (للاقتراع)، في إدارة الفتنة (بعد انتخابات 2009). مساندته مناهضي النظام تُظهر أنه لا يمكن ائتمانه على مسؤولية ضخمة مثل الرئاسة». وفي إشارة إلى مشائي الذي يتهمه معسكر خامنئي بتزعّم «تيار منحرف» يسعى إلى تقويض نظام ولاية الفقيه، ورد في العريضة: «مَن حاولوا إبدال الإسلام بالقومية، جمعوا حولهم فاسدين وليبراليين. يمكن لمجلس صيانة الدستور، كما حدث سابقاً، قطع الطريق أمام (تيارَي) الانحراف والفتنة». في المقابل، حضّ نجاد المجلس على «إتاحة تمثيل كل الاتجاهات في الانتخابات، بحيث يتسنّى للأمة أن تختار». وسُئل عن موقفه في حال رفض المجلس ترشّح مشائي، فأجاب: «الطقس جيد اليوم، وأعتقد بأنه أحد أفضل أيام الربيع». ويشير بذلك إلى شعار «يحيا الربيع» الذي ردده نجاد أخيراً، واعتبره الأصوليون شعاراً لحملة مشائي. وأفادت مواقع إخبارية إيرانية بأن المجلس صادق على ترشّح رفسنجاني، إضافة إلى مرشحين أصوليين، مستثنياً مشائي. لكن الناطق باسم المجلس عباس علي كدخدائي، أشار إلى أن «هذه تقارير غير رسمية، ولا نؤكد أياً منها». وأعلن رجل الدين محمد يزدي، عضو المجلس، أن الأخير «سيصادق على 7 أو 8 مرشحين»، فيما أكد رئيس القضاء صادق لاريجاني أنه سيتصدى لأي محاولة لتزوير الاقتراع. وانتقد رفسنجاني ربطه ب «تيار الفتنة»، مشدداً على أنه امتنع دوماً عن «التشهير بمنافسين» خلال حياته السياسية. واعتبر أن «الافتراء والتشهير» ليسا إنسانيَّين ويتعارضان مع القيم الإسلامية. وحضّ أنصاره وموظفي حملته الانتخابية على تجنب شتم مرشحين آخرين، ودعاهم إلى احترام «الآداب الإسلامية». لكن معسكر خامنئي شنّ حملة عنيفة على رفسنجاني، إذ قال الرئيس السابق لمجلس الشورى (البرلمان) غلام علي حداد عادل: «كلّ من ساند (المرشح المعارض في انتخابات 2009 مير حسين) موسوي، يؤيد رفسنجاني الآن». أما رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف فقال: «حَكَمَ رفسنجاني 16 سنة، لم يستطع خلالها أحد أن ينتقده. عودته ستكون بمثابة عسكرة، لا ديموقراطية». وشدد على وجوب «ألا نعود 20 سنة إلى وراء، وتسليم البلاد إلى بعض الساسة، في هذه المرحلة الحرجة».