أعلن أبرز حزبين إصلاحيين في إيران أمس، مساندتهما ترشيح رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني لانتخابات الرئاسة المقررة في 14 حزيران (يونيو) المقبل، فيما ذكر مجلس صيانة الدستور أنه قد يطلب من مرشحين توضيح برامجهم الانتخابية. وأصدر حزبا «جبهة المشاركة الإسلامية» و»جبهة مجاهدي الثورة الإسلامية»، المحظوران منذ عام 2010، بيانَين يفيدان بمساندتهما ترشيح رفسنجاني، بوصفه «الأمل الوحيد» لإيران، لتستعيد «طريق الاعتدال والحكمة». وأعرب المرشح حسن روحاني، رئيس مركز الدراسات التابع لمجلس تشخيص مصلحة النظام، عن «سروره» لخوض رفسنجاني السباق، معتبراً أنه «ضحّى بنفسه». وأضاف: «سنسير جنباً إلى جنب. ولكن في النهاية، سيبقى أحدنا في السباق». وحضّ روحاني على إبرام اتفاق مع الولاياتالمتحدة، بدل التفاوض مع الاتحاد الأوروبي، قائلاً: «الولاياتالمتحدة قوة عظمى دولياً، وإيران قوة إقليمية. لدينا خلافات مع الولاياتالمتحدة، في شأن مسائل إقليمية ودولية، ولكن الصداقة أو العداء مع العالم ليسا دائمين. والتفاوض مع الولاياتالمتحدة ممكن، ولكنه مهمة صعبة». وأضاف: «أوروبيون كثيرون سيحتاجون إذناً (للتفاوض مع طهران)، ولكن أميركا هي الشريف (قائد الشرطة)، كما يقول المثل، وسيكون أكثر سهولة لو سوّينا المسائل مع الشريف، بدل التعامل مع سلطات أقل» نفوذاً. وكانت أوساط رفسنجاني أشاعت نيله موافقة لترشحه، من مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، من خلال «اتصال هاتفي» مع موظف «مهم» في مكتب المرشد، قبل نصف ساعة من انتهاء المهلة القانونية للترشّح. لكن صحيفة «كيهان» الأصولية أوردت نبأً حول «تكذيب أي اتصال» بين خامنئي ورفسنجاني، قبل تسجيل الأخير ترشحه في وزارة الداخلية. وناقش مرشحون أصوليون خوض رفسنجاني الاقتراع، وحضّ الرئيس السابق لمجلس الشورى (البرلمان) غلام علي حداد عادل، المرشح للانتخابات، التيار الأصولي على «الحذر والوحدة إزاء رفسنجاني وتياره السياسي». وفي مسعى للربط بين تيارَي نجاد والإصلاحيين، أفاد موقع «جهان نيوز» المحافظ بأن الرئيس الإيراني اتصل برفسنجاني والرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، محاولاً تأجيل الانتخابات. وأضاف أن خاتمي وعلي أكبر ناطق نوري، خصمه السابق في انتخابات الرئاسة 1997، سيزوران مدناً إيرانية، لمساندة ترشيح رفسنجاني. في غضون ذلك، قال عباس علي كدخدائي، الناطق باسم مجلس صيانة الدستور الذي يصادق على أهلية المرشحين، إن المجلس «قد يطلب من مرشحين توضيح خططهم الانتخابية»، مضيفاً أن المجلس قد يجري لقاءات منفصلة معهم. وشدد على أن المجلس «لن يذعن إطلاقاً لضغوط». وغداة انسحاب محمد علي رحيمي، النائب الأول للرئيس، من المعركة الانتخابية، أعلن علي أكبر جوانفكر، المستشار الإعلامي لنجاد، انسحابه أيضاً من السباق، لمصلحة مشائي. إلى ذلك، اعتبر الجنرال مسعود جزائري، نائب رئيس الأركان الإيراني، أن «الولاياتالمتحدة وإسرائيل وتيارَي الانحراف (المعارضة الإصلاحية) والفتنة (مشائي) سيتحدون الانتخابات، إذا سنحت لهم فرصة»، مضيفاً أنهم «سيحاولون إبدال الانتخابات بأزمة». ولم يستبعد حدوث «فتنة جديدة»، متهماً «عناصر في الداخل بالسعي إلى تسوية مع الأعداء بقيادة الولاياتالمتحدة».