وضع رئيس مجمّع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني حداً للغموض الذي ساد موقفه حيال الترشّح للانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في 14 حزيران (يونيو) المقبل، إذ قصد وزارة الداخلية وقدّم ترشّحه قبل دقائق من إنتهاء المهلة القانونية. وتزامنت خطوة رفسنجاني مع حضور الرئيس محمود أحمدي نجاد برفقة مدير مكتبه السابق أسفنديار رحيم مشائي الذي قدّم ترشّحه للانتخابات في رسالة لا تخلو من دلالات في إطار الوضع السياسي الداخلي. وشهد اليوم الأخير من المهلة القانونية للترشّح تسجيل طلبات أمين المجلس الأعلى للأمن القومي كبير المفاوضين في الملف النووي سعيد جليلي، ومستشار مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي أكبر ولايتي، ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، ووزير الخارجية السابق منوشهر متقي. وكما كان متوقعاً لم يترشّح الرئيس السابق محمد خاتمي. ولم يدلِ رفسنجاني بأي تصريح بعد تقديم طلب الترشح، لكن مصادر تعتقد بأن دخوله السباق الانتخابي سيخلط الأوراق عند التيارين الأصولي (المحافظ) والإصلاحي. وانعكس ترشّح رفسنجاني تحسّناً في سعر العملة الإيرانية (الريال) علي رغم إقفال الأسواق، ما يوحي بأن فوزه سيساهم في إعادة ترتيب الأوضاع الاقتصادية، في بلد يعاني مشاكل متعددة بسبب العقوبات الأميركية والأوروبية. وكان رفسنجاني أعلن قبل أيام أنه لن يترشّح إذا لم يحصل علي موافقة خامنئي. وأشارت مصادر إلى ضغوط شديدة مارستها فعاليات دينية وسياسية وإقتصادية في الساعات الأخيرة من أجل دفع رفسنجاني للترشّح لانقاذ البلاد، معتبرة إياه مشروعاً للوحدة الوطنية علي خلاف باقي المرشحين الذين لا يجرأون على التطرق إلى أحداث عام 2009. وجاء ردّ الرئيس نجاد باهتاً عندما سئل عن رأيه في ترشّح رفسنجاني، فقال «ليترشّح الجميع، لا توجد مشكلة»، معرباً عن اعتقاده بمنافسة جيدة وإمكان تحقيق الملحمة السياسية. ويواجه مشائي حليف نجاد، مشكلة قبول مجلس صيانة الدستور شرعية ترشّحه، لا سيما أن خامنئي طلب من نجاد بعد انتخابات 2009 استبعاد مشائي بعدما عيّنه نائباً له، في ضوء إتهامه من قِبل متشددين مقربين إلى المرشد بأنه يقود «تياراً منحرفاً» يسعى إلى تقويض نظام ولاية الفقيه. لكن مصادر تتحدث عن عدم قبول نجاد رفض صلاحية ترشّح مشائي، واعداً بكشف عن حقائق تدين مجلس صيانة الدستور الذي ينظر في صلاحية المرشحين. وكان مشائي أعلن قبل أيام أن الإمام المهدي المنتظر أمره بالترشح، وإنه سيقف في المجلس ليضغط علي أعضائه من أجل الموافقة على ترشحّه. في هذا السياق، أبرزت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء الحكومية المقربة من الرئاسة الإيرانية، صورتين لرفسنجاني ومشائي في إشارة إلي أن المنافسة ستنحصر بينهما بعدما كانت بين رفسنجاني ونجاد عام 2005.