أعاد الارتفاع المحدود في درجات الحرارة، المخاوف لسكان المنطقة الشرقية، من تكرار سيناريو ألفوه على مدار فصل الصيف من كل عام، يتمثل في انقطاع التيار الكهربائي. وأثار انقطاع التيار الكهربائي «المحدود» عن بعض أحياء مدن الدمام، والخبر، والقطيف، المخاوف من أن يكون فصل الصيف «حافلاً بالانقطاعات». فيما أعلنت الشركة السعودية للكهرباء، عن تنفيذ مشاريع تربو كلفتها على 8.9 بليون ريال خلال العام الجاري، لتعزيز الشبكة الكهربائية في المنطقة الشرقية، وعلى رغم المبالغ «الكبيرة» المرصودة، إلا أن المسؤولين في الشركة باتوا يميلون إلى تلافي إطلاق الوعود بعدم انقطاع الكهرباء في الصيف، على غرار الوعود التي أطلقوها في الأعوام الماضية، إلا أن وعودهم لم تصمد أمام حرارة الصيف. واستبق البعض حلول فصل الصيف، والارتفاع في درجات الحرارة، بتفقد أوضاع التوصيلات الكهربائية وخطوط التوصيل الداخلية، وإجراء صيانة لها ولبعض الأجهزة الكهربائية، لتلافي حدوث حرائق في الصيف، حين تزداد معدلات الاستهلاك، وتصل إلى ذروتها في شهري تموز (يوليو) وأب (أغسطس)، حين تلامس درجات الحرارة حاجز ال50 درجة مئوية.. ودعا قاطنون في مدينة الدمام، الشركة السعودية للكهرباء، إلى اتخاذ إجراءات احتياطية تحول دون انقطاع الكهرباء عن منازلهم، أو وقوع حوادث التماس كهربائي. وقال منصور عبد الرحمن، الذي يسكن في حي البادية في الدمام: «شهد الحي انقطاع الكهرباء، عن بعض المنازل، ولم يستغرق الانقطاع أكثر من 7 دقائق، وربما يكون لأسباب صيانة أو تطوير، إلا أن المخاوف انتابتنا من أن يشهد فصل الصيف عودة مسلسل انقطاع التيار، كما حدث في العامين الماضيين». وأشار منصور، إلى معاناتهم من مشكلة الانقطاع، «إذ اضطر بعضنا إلى اتخاذ خطوات احتياطية لمواجهته، من قبيل شراء مولدات كهرباء، أو شموع، أو توفير كميات من الثلج، لاستعماله للتبريد أثناء انقطاع التيار»، مضيفاً «لدينا مخاوف كبيرة من تكرار ما حدث في الأعوام الماضية، ولا بد لشركة الكهرباء من أخذ الحيطة والحذر، ومراعاة أحوال الناس، لاسيما أنه يوجد في المنازل أطفال وكبار في السن لا يحتملون انقطاع التيار». واتفق معه إبراهيم بوبشيت، الذي أكد أهمية استعداد شركة الكهرباء، لمواجهة ظروف فصل الصيف كافة، مطالباً ب «إشعار المستفيد بقطع التيار في حال عدم تسديد الفواتير، ولا يكون الإشعار على الفاتورة فقط، فقد لا تصل إلى المشترك. ويمكن إشعاره من خلال رسالة نصية قصيرة تصل إلى موبايله، على غرار ما تقوم به شركة الاتصالات، وأن يتم التبليغ قبل 72 ساعة من قطع التيار، كي لا نجد أنفسنا في ظلام أو حر شديد، ونعيش أوضاعاً صعبة حتى يتم السداد وإعادة الخدمة التي تتطلب أكثر من ساعتين». وتسجل محافظة حفر الباطن، أكثر حالات انقطاع التيار الكهربائي خلال فصل الصيف، على مستوى محافظات الشرقية، ما دفع قاطنوها إلى التجمع أما مقر الشركة في الصيف الماضي، احتجاجاً على انقطاع التيار المتكرر عن منازلهم، وبخاصة بعد أن فرضت الشركة تقنيناً للتيار، عبر قطعه ساعتين يومياً عن المنازل. فيما طالبت البلدية بترشيد استهلاك الكهرباء في أعمدة الإنارة. وركزت شركة الكهرباء خلال السنوات الماضية، على معالجة المشكلة، عبر تنفيذ مشاريع تعزيزية. وقال رئيس القطاع الشرقي في الشركة السعودية للكهرباء المهندس عبد الحميد عبدالله النعيم: «إن مشروع ربط محافظة حفر الباطن مع الشبكة الرئيسة للمملكة على الجهد 380 كيلو فولت، يسير وفق ما خُطط له»، متوقعاً أن يتم الانتهاء منه قبل بدء الصيف، لمعالجة مشكلات ضعف التيار الكهربائي في حفر الباطن، وانقطاعه المتواصل. يُذكر أن شركة الكهرباء رصدت 8.9 بليون ريال، لمشاريعها في المنطقة الشرقية التي ستنفذ في موازنة العام الجاري. وتشمل المشاريع إيصال الخدمة الكهربائية إلى المشتركين الجدد، وتعزيز وتحسين وربط شبكات محطات التوزيع، وإنشاء محطة المدينة الصناعية الثانية وربطها بالشبكة، وتعزيز ربط محطتي «القطيف 2»، و»تاروت 2»، وإنشاء محطة الخفجي، وربط محطة توليد تحلية الجبيل.