«لا ... لانقطاعات الكهرباء صيف 2010»، عنوان عريض تصدر المجلة الشهرية «المشكاة» التي صدرت عن الشركة السعودية للكهرباء في رجب من العام الماضي. وبعد مرور عام بالكمال والتمام، ومع دخول صيف 2010، يبدو ان الشركة التي تحتكر تقديم خدمة الكهرباء في المملكة، لم تستطع الوفاء بوعدها، ب «عدم تكرار انقطاع التيار الكهربائي عن الأحياء أو المنازل أو المصانع»، ف «حمى» الانقطاعات مستمرة في صيف العام الجاري، حتى أصبحت مشهداً مألوفاً لدى قاطني المنطقة الشرقية. فيما طال غيرهم من سكان المناطق الأخرى. وإذا كان متابعو المسلسلات الرمضانية، يعرفون ان الحلقة الأخيرة من المسلسل، ستكون في الليلة الأخيرة من الشهر، وإن امتد عرض المسلسل، فلن يتجاوز منتصف شهر شوال، فإن المتضررين من مسلسل انقطاع التيار الكهربائي، لا موعد نهائي له. وقد لا يصح وصفه ب«المسلسل»، فهو «فيلم رعب» يتكرر كل عام. بلايين الريالات التي تنفقها الشركة، على تطوير خدماتها، وإنشاء المشاريع «العملاقة»، بهدف مقابلة الطلب المتنامي على الطاقة الكهربائية في المملكة، لم تفلح في إيقاف «شبح» الانقطاعات، التي زادت وتيرتها، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، التي بلغت 50 درجة مئوية. وذهب ضحيتها طفلة هندية وعامل مصري في الخبر وحفر الباطن على التوالي. وعلى رغم تصريحات مسؤولي «الكهرباء»، في غير مناسبة، باستعداداتهم لموسم الصيف، من خلال تطبيق «خطط طوارئ مكثفة» لتفاديها، إلا أن «أزمة» إنقطاعات الصيف لا تزال تخيم على أجواء الشركة في كل عام، نظراً لكثرة الأعطال الفنية في معدات الشركة، وزيادة الأحمال الكهربائية، إضافة إلى إرتفاع درجات الحرارة. وكلها أسباب أجبرت عدداً من العائلات على البحث عن حلول بديلة في صيف كل عام، للهرب من مشكلات الكهرباء، وبخاصة في هذه الأوقات، التي تشهد موسم الاختبارات النهائية، إذ لجأ الكثير منهم إلى الاستعانة بمكيفات السيارات، وإستئجار شقق مفروشة، إضافة إلى التجمهر أمام مكاتب شركة الكهرباء، في محاولة للتعبير عن استيائهم «الشديد» من تكرار مشكلات انقطاعات الكهرباء. ووقفت هذه المشكلات «حجر عثرة» أما إنجازات شركة «كبيرة»، تحققت خلال الأعوام الماضية، بعد أن تم تنفيذ عدد من المشاريع «الضخمة»، والتي فاقت كلفتها 80 بليون ريال، إلا أنها لم تفلح في حل المشكلة الأهم والأصعب، وتوجد حلولاً جذرية لمعالجة ضعف الشبكة الداخلية في كثير من الأحياء والمدن، وهو ما جعل بعض المستهلكين يفكرون جدياً في الاستعانة بمولدات احتياط في منازلهم، لتفادي مشكلات الانقطاعات، والتخلص في شكل نهائي، من دفع الفواتير الشهرية. وبدأت الشركة خلال الأسابيع الماضية، رحلة مبررات تدافع بها عن نفسها، من خلال إيضاح أن الانقطاعات «خارجة» عن إرادتها، نتيجة «زيادة الأحمال الكهربائية، وكثرة الأعطال الفنية». إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهي سفن «الكهرباء»، نتيجة الاحتجاج والاعتراض من المستهلكين على «سوء الخدمة المقدمة من الشركة»، في ظل سؤال طالما بحث الكثير عن إجابة له: متى تنتهي ظاهرة الانقطاعات؟