على مشارف مدينة الدمام، في الطريق المؤدي إلى الخبر، كانت درجة الحرارة الظاهرة على أحد المؤشرات الذي نصبه أحد المصارف، 46 درجة مئوية. فيما يشير مؤشر الشركة السعودية للكهرباء الذي يبعد عن الأول أقل من أربعة كيلومترات، إلى 41 درجة مئوية. وعلى طول الطريق بين المؤشرين، تكرر مشهد سيارة متوقفة إثر عطل محركها، بعد ارتفاع درجات الحرارة. وبين المؤشرين، رصدت «الحياة» ظهر أمس، عشرات العمال الوافدين، الذين بدت عليهم آثار التعب والإجهاد، بسبب الحرارة المرتفعة. ولا يملكون سوى بضع قطرات من الماء، يقاومون بها العطش، أو يبللون بهم أجسادهم، هرباً من لهيب الصيف الحار، الذي اجتاح المنطقة قبل موعده بأسابيع، ليشكل كابوساً يؤرق الجميع. وعلى وقع هذا الارتفاع في درجات الحرارة، التي وصلت إلى 49 درجة مئوية، تجددت خلال الأسبوع الجاري، مشكلة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، في عدد من مدن ومحافظات وأحياء المنطقة الشرقية. وساهم الانقطاع في تعطل عدد من المعدات الخاصة بالشركة، وأبرزها المحولات، وكذلك الكيابل التي تربط محطات الكهرباء ضمن الشبكة الداخلية والرئيسة. فيما استعانت الشركة بالمولدات الاحتياطية، لتعويض انقطاع التيار الرئيس، فيما علمت «الحياة» أن بعض المولدات الاحتياطية، تعرضت هي الأخرى إلى أعطال، بعد أن عجزت عن تحمل الأحمال الكهربائية المرتفعة، ما أدى إلى احتراقها. وشهدت أحياء في حاضرة الدمام ومحافظة القطيف، انقطاعات متكررة. واستنفرت جميع فرق الطوارئ في المكاتب التابعة لشركة الكهرباء في الدماموالقطيف، لإعادة التيار الكهربائي في شكل سريع. فيما لجأت الشركة إلى تركيب مولدات احتياطية، لتغذية الأحياء المنقطعة. بدوره، قال رئيس القطاع الشرقي في الشركة السعودية للكهرباء أحمد الدبيخي، في تصريح إلى «الحياة»: «إن مشكلة الانقطاعات تتكرر في موسم الصيف، بسب ارتفاع درجات الحرارة، ما ينتج عنه زيادة في الأحمال الكهربائية»، مشيراً إلى أن الانقطاعات التي حدثت مطلع الأسبوع الجاري، في محافظة حفر الباطن، تعود إلى «خلل فني في المحولات الرئيسة، ما تسبب في انقطاع الكهرباء في القيصومة لمدة ثمان ساعات، فلجأت الشركة إلى المولدات الاحتياطية، لتغذية الأحياء المنقطعة»، لافتاً إلى أن فترة إصلاح الخلل «لا تتجاوز الساعة الواحدة في الحي الواحد، على رغم أن مدة الانقطاع في المحول الرئيس تستمر لزهاء الثمان ساعات». وعزا الانقطاعات التي حدثت في حي الدوحة في الظهران، إلى وجود «مشاكل فنية في محطة التحويل الأولية المغذية للحي، ولكن تم إصلاح الخلل، وإعادة التيار إلى الحي في غضون نصف ساعة فقط». وحول استعدادات الشركة لمواجهة مشاكل الانقطاعات المتكررة في مواسم الصيف، أكد أن المشكلة تحدث نتيجة «زيادة الأحمال الكهربائية على الشبكة، إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة في شكل كبير، ما ينتج عنه تلف في الكابلات المغذية»، مشيراً إلى استعداد الشركة «التام» لإصلاحها «فوراً»، من خلال «تطبيق خطة طوارئ تنفذ في كل عام، استعداداً لدخول موسم الصيف، يتم خلالها درس الأحمال الكهربائية وأوقات الذروة، إضافة إلى تجهيز فرق الطوارئ التابعة للشركة». وأضاف «نحن مستعدون تماماً لذلك، خصوصاً أننا نقوم بإصلاح الخلل الفني في شكل فوري، ما يدل على استعداداتنا الكبيرة لهذا الأمر». إلى ذلك، قام فرع الشركة السعودية للكهرباء، أول من أمس، بقطع التيار عن عدد من المنازل في محافظة القطيف، نتيجة عدم سداد أصحابها الفواتير الشهرية، ما دعا عدد منهم إلى التجمهر أمام مكتب الشركة، للاعتراض على القطع. واتهم بعضهم، الشركة بعدم توصيل الفواتير إلى منازلهم. فيما أشار آخرون إلى عدم إشعارهم بفصل التيار مسبقاً.