دعا الأديب المؤرخ الدكتور عبدالعزيز الفيصل مساء الإثنين الماضي في أمسية تكريمه في إثنينية عبدالمقصود خوجة، رجال العلم إلى أن يتحروا التواضع في التعامل مع الطلاب والتلاميذ، وخصّ بذلك الخطاب مناقشي الرسائل الجامعية، واصفاً جهده وعمله البحثي كله بأنه ليس سوى جهد المُقلّ. وجرى تكريم الدكتور الفيصل في أمسية خوجة وسط حضور عدد من الأكاديميين والمثقفين، إذ قال مؤسس الإثنينية عبدالمقصود خوجة في كلمته الترحيبية: «تعددت مسارات التأليف عند الدكتور عبدالعزيز الفيصل، وشملت التاريخ والأدب، والأنساب والقبائل، ومعرفة البلدان، ما يعطينا إشارة إلى موسوعية اهتماماته التي توافقت مع ما أتيح له في منابر عدة، للتعبير عنها في قاعات الدرس، محاضراً ومشرفاً على البحوث الأكاديمية، في الصحف والمجلات والإذاعة والتلفزيون والندوات والمشاركات الثقافية الأخرى». وتحدث الفيصل خلال الأمسية عن محطات في حياته العلمية والعملية والجهد الكبير الذي بذله في تقويم الدراسات العليا في الجامعات السعودية، وقال: «إن عملي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أسهم في تخطيط صياغة لوائح الدراسات العليا في الجامعات السعودية عندما كنت عميداً في الجامعة، وأضاف: «أشرفت أيضاً على كثير من الرسائل العلمية في الأدب والنقد، وأصبح كثير من طلابي أساتذة في الجامعات»، موضحاً أن «مناقشة الرسائل فن من الفنون، فالمناقش أمامه علماء وطلبة علم، فيطلب منه الإقناع، واحترام الحضور، وعدم الصلف، والتعالي على الطالب، وأن يظهر نفسه في ثوب العالم الوقور». واصفاً ما قدمه من مؤلفات بأنها «جهد المقل، لانشغالي بمهنة التدريس، والإشراف على الرسائل الجامعية، فترات طويلة، ما أدى إلى تأخر ظهور العديد من مؤلفاتي». شاكراً لمؤسس الإثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة تكريمه في صالونه الأدبي الإثنينية الذي يحتفي بالعلم والعلماء أكثر من30 عاماً، متجاوزةً بغيثها النافع المملكة، لتشمل العالمين العربي والإسلامي». وشهدت الأمسية عدداً من المداخلات، وقال الدكتور عبدالله مناع: «قدمنا الدكتور الفيصل خصوصاً في ديوان الشعر الجاهلي، كأمة ذات حضارة تأملية، قوامها فكر ناصع، وبيان ساحر، لأن الشعر الجاهلي يمثل عنواناً لثقافة العروبة، ويشكل محتواها الإعلامي»، مشيراً إلى «ما يتميز به الضيف من صفات الزهد والتواضع والموضوعية والنزاهة العلمية والأكاديمية». ووصف الدكتور يوسف العارف الفيصل ب«الناسك في محراب الدرس، والناقد والباحث الرحالة، لقدرته على تحقيق المواقع والديار، من خلال ديوان الشعر العربي القديم، مصححاً لما علق بها من أخطاء المؤرخين».