تصوير - محمد الأهدل : ثلاث ساعات عاشها ضيوف اثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة المعروفة بجدة مع نموذج من الادب الرفيع وحلو الكلام مع ضيف الاثنينية العالم والمفكر الجليل معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المستشار بالديوان الملكي ورئيس المجلس الاعلى للقضاء ورئيس مجلس الشورى سابقا. احتفاءًً بكتابه الاخير القيم "تاريخ امة في سير أئمة" تراجم لائمة الحرمين الشريفين. كلمة صاحب الاثنينية في بداية الاثنين تحدث صاحبها الشيخ عبدالمقصود محمد سعيد خوجه بكلمة ضافية هادفة أوضح فيها ملامح كثيرة عن الضيف الكريم قال فيها: تفتقت زنابق وعيه بجوار البيت العتيق، وحفظ القرآن الكريم.. ثم نهل العلم من بيت علم وأدب وفضل، فكان شامة بين أقرانه، حقيق بنا أن نحتفي به الليلة، كما احتفينا دائماً بعلمه، وندي صوته، إماماً وخطيباً بالمسجد الحرام. فالتحية أعمقها وأجملها لضيفنا الكبير معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، عضو هيئة كبار العلماء، رئيس مجلس القضاء الأعلى سابقاً، المستشار بالديوان الملكي. نشأ وتلقى تعليمه على بطحاء مكةالمكرمة الزكية .. وبين هذه الأجواء الروحانية، العبقة بمجامع الإيمان وتسامي الوجدان، وطَّن ضيفنا الكريم نفسه على حمل أمانة الكلمة، فسار على دربها متعلماً، وعالماً، ومعلماً.. فتحصيل العلم مبدؤه جثو على الركب، ومزاحمة المناكب في حلق الدرس والتحصيل.. فضلاً عن كونه مسؤولية الشرفاء، ومقاصد النبلاء، ورسالة الأنبياء.. فمهَّد المولى عز وجل له طريق الوصول إلى أعلى الدرجات الأكاديمية، ثم نبغ في مجال الخطابة، فزانته هيبة العلم، ورفعه تواضعه، وقربه نحو العلا جليل علمه، وعميق فكره، وثاقب رأيه. إن المتتبع لخطب معالي ضيفنا الكبير، يجد أنها قريبة من ذائقة وهموم وشواغل المسلمين في كل مكان.. فهو لا يحصر نفسه وعلمه في دائرة ضيقة تجعل من "الأنا" قطب رحى، ولا من "المحلي" أنموذجاً يسود الإقليمي والعالمي، بل تتسع رؤاه ليصل صوته جميع أركان العالم الإسلامي.. متمكناً من حفظ التوازن بين عطائه الفكري على المستوى النظري، والعملي على مستوى التطبيق .. حتى وجد مسلمو الشتات والأقليات لشوارد همومهم متسعاً في نبض ضيفنا الكريم.. تناول معاليه في كتابه الموسوم " خطب المسجد الحرام"موضوعات عصرية بلغة مبهرة، يتطابق فيها المقال بمقتضيات الأحوال، تناول الأمانة والمسؤولية ، و صنائع المعروف، و الاتباع لا الابتداع وغيرها كثر،بأسلوب موجز مرتبة أفكاره، يهدئ بها الثائر، ويبعث الفاتر ، ويطفئ بها حدة الغريزة، ويخفي بها حدة الأحقاد، ويشيع روح المودة، ويثبت الاختلاف والفضائل والمكارم.. وكأني به يستحضر قول أفلاطون" لكل أمر حقيقة، ولكل زمان طريقة،ولكل إنسان خليقة، فالتمس من الأمور حقائقها، وأجر الأزمنة على طرائقها، وعامل الناس على خلائقها،". فهو كتاب مفتوح للجميع.. يستطيع كل من يتعامل مع الكلمة والواقع الاجتماعي بأبعاده المختلفة أن يقرأ عناوين عطائه، ومن أراد المزيد فليبحر بين السطور ليرسم الصورة التي تحقق مبتغاه فهماً وإدراكاً لشخصية عامة .فهو وإن رضع لبانة علمه وفضله من البلد الأمين، إلا أن مجامع علمه استوعبت متغيرات العالم من حوله، فمنحها الكثير من الاهتمام والرعاية والعناية مما أسهم في ترابط بنيان الأمة، ولم يزل الشوط طويلاً، والشقة بعيدة، وصولاً إلى ما يصبو إليه من وحدة الصف، وتكامل العطاء، ليصبح العالم الإسلامي لحمة واحدة في زمن التكتلات الاقتصادية، والاجتماعية،والسياسية، التي استحوذت على صناعة القرار عالمياً.وبجانب الخطب والمحاضرات والندوات، التي جمعها في أربعة مجلدات بعنوان "توجيهات وذكرى"، تأتي مؤلفات ضيفنا الكبير لتكشف جوانب من اهتماماته المتشعبة، فهو بمنأى عن كهوف الجمود..غياهب الجحود.. مدركاً بحسه الفطري أن الخطاب الديني في تطور مستمر، فجاءت منظومة مؤلفاته جامعة بشفافية واعية بين الشريعة والحياة العامة التي تموج بين جنبات المجتمع.. فمن "أدب الخلاف" إلى "البيت السعيد وخلاف الزوجين" إلى "القدوة" إلى "التربية وتغيير السلوك" نجد مجموعة من القيم السامية التي تؤطر علاقة المسلم ببيئته وحياته الاجتماعية، وتسعى للنهوض به كإنسان كرمه المولى عز وجل، إن المجتمعات الإسلامية في أمس الحاجة إلى التمسك بهذه القيم كلما اتسع الخرق على الراتق، وفاض كيل الكتابات العبثية، مع انتشار بعض التغريدات على شبكة الإنترنت في محاولات بئيسة لقلب موازين الكلمة من كونها صولة فكر إلى نفق عكر.وأحسب أن من أهم ما صدر لضيفنا الكبير كتابه الموسوم (تاريخ أمة في سير أئمة) الذي صدر مؤخرا عن مركز تاريخ مكةالمكرمة في خمسة أجزاء، فهو يترجم لأئمة الحرمين الشريفين منذ عصر النبوة، الذي شرف بإمام المرسلين وقائد الغر المحجلين "صلى الله عليه وسلم" معلماً للبشرية جمعاء، مروراً بما تلاه من عصور تراوحت بين مد وجزر في عطائها وتمكينها، توسعها وانحسارها.. وصولاً إلى عصرنا الحاضر الذي نأمل أن يفضي إلى خير منه. وقد بلور معالي ضيفنا الكريم تاريخ الأمة من خلال سير أئمة الحرمين الشريفين، ويدرك المتلقي مدى المعاناة التي تكبدها فضيلة شيخنا المفضال لتوثيق هذا العمل الرائد في بابه، وإضاءته السير الذاتية حتى تتكامل مع مختلف جوانب الحياة السائدة في زمن المترجم له، وبالتالي أضحت بعض السير محوراً تدور حوله سلسلة أحداث تكشف جانباً من مكنونات التاريخ،والأدب،والاقتصاد،والسياسة، التي واكبت الفترة الزمنية التي عاشها صاحب الترجمة من أئمة الحرمين الشريفين.. ولم يغفل فضيلته الإشارة إلى نماذج من إبداعات أصحاب التراجم سواء كانت شعراً، أو نثراً، أو فتاوى، أو تدريساً بالمقامات المختلفة. سعداء أن نجلس اليوم إلى عالم جليل في قامة وقيمة معالي شيخنا الكريم، آملين أن يتحفنا مشكوراً بدرر قوله، وجميل فضله، حتى نعيش معاً متعة التجول في بساتين هذا السفر الكبير. فهنيئاً له محبة ملايين المسلمين التي غمرت مسيرة دربه الحافل بالعطاء، وهنيئاً لنا عالماً عاملاً له في البذل علامات، وفي مرافئ الخير شارات وإضاءات.آملين أن نلتقي الأسبوع القادم لنحتفي بالأستاذ الدكتور زهير الهليس، الحائز على وسام الملك عبدالعزيز.. وهو من أعمدة مستشفى الملك فيصل التخصصي، أجرى أكثر من خمسة عشر ألف عملية قلب مفتوح على مدى ثلاثين سنة، أكثر من نصفها للأطفال ، فله سبحانه الحمد والمنة. طبتم وطابت لكم الحياة. الخلوق المتواضع فضيلة الشيخ عبدالوهاب أبوسليمان تحدث في البداية وقدم عرضاً تاريخياً عن مؤرخي مكةالمكرمة وعن مدرسي الحرم المكي الشريف وتحدث عن الشيخ العلامة صالح بن عبدالله بن حميد وقدم موجزاً في البداية عن والده الشيخ عبدالله بن حميد وما اكتسبه الشيخ صالح عن والده وقال إن ضيف هذه الامسية حقق ذاته بجلائل الاعمال منذ اتخذ مكةالمكرمة مواطن اقامة وهو من ذرية من العلماء صالح وأخوه أحمد هما من خير من عرف في مكة في كافة المجالات التي عملوا فيها وهو محل الثناء في جميع الأعمال التي عمل بها وسيرته في دراسته عطرة وهو مثالي في الاخلاق والسلوك وهو لم يتغير في كافة المناصب.وكان الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد وسطياً ولم يتغير ابداً مع توليه اعلى المناصب وكان متواضعا مع الجميع وقال ان فضيلة الشيخ صالح بن حميد متواضع ورفعه الله بتواضعه،وكان أخاً وصديقاً للجميع في كل المناصب التي تولاها وكان أكثر الناس تواضعاً في كل منصب تولاه أنه مسكون بالعلم والعمل في اخلاص وبصدق، فإن شريط حياته ينتهي من نجاح إلى نجاح، وخطبه في المسجد الحرام وجدت صداها في الداخل والخارج وهو يمتلك ناصية البيان. وقد وفى انتماءه إلى مكةالمكرمة ووضع بصماته بكتابه الأخير الذي وصل الحاضر بالماضي. وهو مسكون بالعلم وهم ينفقون على مدرسة باسم والده الشيخ عبد الله بن حميد في مكةالمكرمة. كلمة من القلب ثم تحدث معالي الدكتور بكر خشيم عضو مجلس الشورى الذي تحدث عن فضائل ضيفنا الكريم خارج المملكة وقد تشرفت بمرافقته في رحلة الى باكستان وطلب رئيس الدولة أن يصلي معاليه بالمسلمين في مسجد الملك فيصل في باكستان وخطب معاليه بخطبه رائعة من خطب معاليه واضطروا هناك إلى حماية معاليه للجموع التي تريد السلام على معاليه. وفي رحلة الى أخرى الى الفلبين اصطف الناس كانت محبة الناس لأنه امام الكعبة كان بينهم ويريدون السلام على إمام الكعبة المشرفة واجتمع الناس للسلام على معاليه وطرح عند زيارته الى مسجد قرية صغيرة في باكستان حيث طلب مقابلة شخص فقير كبير السن باكستاني الجنسية واتضح لنا فيما بعد أن هذا الشيخ هو من علم معالي الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد القرآن الكريم. كلمة الشيخ صالح بن حميد اشكر لكم أبا محمد سعيد وجيه جدة ووجيه الوطن والعالم الشامخ اشكر لكم أيها الاستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجه اشكر لكم هذه الدعوة الكريمة.. وقال أيها الحفل البهيج أن اول اتصال مع هذا الشيخ الجليل كان قبل 15 عاماً فقد اعتذرت وكان عندي سبب أنه ليس عندي ما أقدمه لهذا المفحل البهيج ثم مرة أخرى عندما علم بخبر شروعي بهذا الكتاب لم استطع المحاورة ولم يزل يتواصل بين الفينة والفينة هذا الرجل الطيب لم يتردد في تكريم الرواد من تكريم أهل العلم والابداع، لقد اشاد الجميع باثنينية عبد المقصود خوجه التي استقطبت مفكرين ومبدعين من وطننا الغالي ومحيطها العربي والإسلامي كمنتدى ثقافي وهي واجهة مشرفة، انها اثنينية التاريخ والحضارة والابداع منجز حضاري فجعل من ثقافتنا منبراً منيفاً يعتليه كل المفكرين والادباء والمثقفين وحفظ كل مافي الاثنينية كتاباً وتاريخاً وأدباً وشخصيات وهذا يعكس حيوية الاثنينية. لقطات من الاثنينية الزميل الاستاذ خالد الحسيني كان شعلة نشاط في اثنينة الاستاذ عبد المقصود خوجه أول أمس اشرف بنفسه على توزيع مائتي وخمسين نسخة من البلاد تضمنت معلومات كافية عن ضيف الاثنينة التي لقيت قبولاً من جميع الحضور للامسية. حفل تكريم معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد حظي بحضور كبير في مقدمتهم معالي الدكتور رضا عبيد والدكتور مدني علاقي ومعالي الدكتور ناصر السلوم وعدد كبير من مثقفي مكةالمكرمةوجدة. الاستاذة الاعلامية نازك الامام والدكتوره ليلى حسن قرشي والزميلة معنى مراد والاستاذة فوزيه عبد الرحمن تحدثوا في الامسية .