أعلن ناطق باسم «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» في شمال مالي أن التنظيم أعدم أحد الرهائن الفرنسيين المحتجزين لديه، زاعماً أنه كان «جاسوساً»، في خطوة هدفها زيادة الضغط على الحكومة الفرنسية التي تقود العمليات العسكرية لطرد «القاعدة» وجماعات إسلامية أخرى من شمال مالي. ولم يشأ هذا الناطق تأكيد أو نفي مقتل القياديين مختار بلمختار وعبدالحميد أبو زيد في معارك مالي، الأمر الذي عزز الشكوك في أنهما ربما يكونا قد قُتلا بالفعل، بحسب ما أعلن الجيش التشادي الذي يقود إلى جانب الفرنسيين عملية ملاحقة مقاتلي «القاعدة» في جبال أفوغاس على حدود مالي مع الجزائر. واختطف فردون مع زميل له يدعى سيرج لازاريفيتش في بلدة هومبري في شمال مالي في تشرين الثاني (نوفمبر) العام 2011. وقال ناطق باسم فرع «القاعدة» المغاربي قدّم نفسه باسم «القيرواني» إن التنظيم» قطع رأس» الرهينة الفرنسي فيليب فردون. وأضاف أن هذا الفرنسي أعدم كونه «جاسوساً». وأوضح أن الرهينة فردون أُعدم في 10 آذار (مارس) رداً على تدخل فرنسا في شمال مالي. وأضاف «القيرواني» ل «وكالة نواكشوط للأنباء» أن «الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مسؤول عن حياة الرهائن الفرنسيين الآخرين». ومنذ أسابيع تعبّر أوساط فرنسية عن خشيتها من قتل الرهائن الفرنسية بين أيدي التنظيمات المسلحة التي تقاتل في شمال مالي. لكن مصادر أخرى في شمال مالي قدّمت رواية مغايرة لموت فردون، وقالت إن التنظيم أعدمه أثناء محاولته الفرار من مكان احتجازه في جبال تغرغارين في أقصى شمال شرقي البلاد. ورفض «القيرواني»، في غضون ذلك، تأكيد أو نفي مقتل القياديين عبدالحميد أبو زيد ومختار بلمختار، الأمر الذي زاد الشكوك في أنهما قُتلا بالفعل. وذكر ناشط سلفي قبل أيام أن «القائد خالد أبو العباس» (مختار بلمختار) «حي يرزق ويقود المعارك بنفسه». وكتب هذا الناشط الشهير في موقع قريب الى «القاعدة» أن هذا النفي لمقتل بلمختار «سيكون صفعة لرئيس التشاد (إدريس دبي) المرتد وصفعة للقوات الصليبية» الفرنسية. وكان دبي هو من أعلن مقتل مختار بلمختار على أيدي جنوده، بعد يوم واحد من إعلان قيادة جيشه أنها قتلت أيضاً عبدالحميد أبو زيد. وأوردت وكالة «فرانس برس» من باريس أن السلطات الفرنسية كانت تسعى أمس إلى التحقق من صحة خبر إعدام أحد مواطنيها. وعلّق الناطق باسم وزارة الخارجية فيليب لاليو: «إننا نتحقق في الأمر لكن ليس لدينا معلومات اضافية في الوقت الحالي». وصرح مساعد الناطق فنسان فلورياني صباح امس «اننا نواصل التحقق في الموضوع». من جهته، اوضح والد الرهينة جان بيار فردون الأربعاء أن «لا أوهام لديه» حول مصير نجله. وقال فردون في اتصال هاتفي مع «فرانس برس»: «أنا متأثر جداً ومرهق جداً... لا أوهام لديّ لكنني انتظر الحصول على تأكيد». وفي العاشر من آب (اغسطس) 2012 ظهر فيليب فردون في تسجيل فيديو عرضه موقع «الصحراء» الموريتاني وتحدث فيه عن «ظروف الحياة الصعبة». ولم يصدر حتى الساعة أي نفي للمعلومات التي اوردتها وكالة الانباء الموريتانية الخاصة التي لديها شبكة واسعة من المخبرين والمراسلين في شمال مالي من العرب والطوارق. واعتبر مدير الوكالة محمد محمود وبد ابو المعالي وخبير المسائل المتعلقة بتنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي» ان اعلان الاعدام د»ليل على نشاط التنظيم الذي انقطع اتصاله مع العالم الخارجي منذ بدء النزاع». واضاف «لقد اختاروا شخصاً معروفاً هو القيرواني الذي اعلن عن وفاته مؤخرا لنفي اختفائه من جهة وللتركيز من جهة أخرى على ان تحتفط بقدرتها على التخريب».