رفض الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تأكيد أو نفي معلومات تحدثت عن مقتل أحد قادة «القاعدة» في شمال مالي، بالتزامن مع شروع السلطات الجزائرية في أخذ عينات حمض نووي من أفراد عائلته في بلدة «الدبداب» الحدودية مع ليبيا. وأبلغت «حركة تحرير أزواد» القوات الفرنسية نقلاً عن أحد المقاتلين الفارين لديها أن «عبدالحميد أبو زيد» قائد كتيبة «طارق بن زياد» قُتل في غارات فرنسية، في حين قال مسؤول أميركي إن الأنباء عن مقتل أبو زيد تبدو «جديرة جداً بالثقة». وإذا ما تأكد مقتل أبو زيد فإن غيابه يشكّل ضربة لتنظيم «القاعدة» في الصحراء كونه أحد أبرز قادته في منطقة الساحل. وقال الرئيس فرنسوا هولاند بشأن معلومات تحدثت عن مقتل «أبو زيد» في غارة جوية فرنسية قبل أربعة أيام على جبال «تيغرغارا» بأقصى شمال مالي: «معلومات متداولة، لست بصدد تأكيدها لأنه وجب علينا (المواصلة حتى) نهاية العملية». وذكر هولاند أن «العملية التي بدأت في 11 كانون الثاني (يناير) الماضي لمطاردة الجهاديين في شمال مالي هي حالياً في مرحلتها الحاسمة». ونقلت «فرانس برس» عن نجاة فالو بلقاسم الناطقة باسم الحكومة الفرنسية أنه لا توجد تأكيدات رسمية حتى الآن لمقتل عبدالحميد أبو زيد القائد الميداني في «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». وأضافت بلقاسم التي تشغل أيضاً منصب وزيرة شؤون الأسرة والمرأة في تصريحات لقناة «فرانس 2» أن القوات الفرنسية تشارك في «معارك صعبة للغاية» على الأرض في مالي. ووفق مصادر من «حركة تحرير أزواد» فإن مقاتلاً طارقياً يدعى سيدان أغ حيطا أبلغها أن «أمير القاعدة عبدالحميد أبو زيد قتل في غارة جوية في منطقة تيغرغارا». و «أبو زيد» واسمه الحقيقي غدير محمد، أمير كتيبة «طارق بن زياد» النشطة تحت راية الفرع الصحراوي ل «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» وتنشط بمنطقة الجنوب الجزائري وبلدان الساحل، واشتهر بخطف السياح الأجانب وطلب الفدية من حكومات بلدانهم. وأفادت معلومات أن قوات الأمن الجزائرية أخذت عينات حمض نووي من إثنين من أفراد عائلة غدير في الدبداب في الجنوب الشرقي الجزائري. ويتهم الأمن الجزائري «أبو زيد» - الذي ولد في «تقرت» الجزائرية - برسم استراتيجية إمارة الصحراء. ويُعتقد أنه عقل مدبر يوازي «مختار بلمختار» الذي يفضّل العمل المسلح منفرداً. وفي الشهور الأخيرة بات «أبو زيد» على علاقة بعدد كبير من المهربين في شمال مالي وجنوب الجزائر يزودونه بالمؤون وبراميل البنزين والعملة الصعبة. التحق أبو زيد بالعمل المسلح في الجزائر عام 1994 ثم انضم إلى «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» وظهر للمرة الأولى في 2003 كمساعد لعماري صايفي الملقب بعبدالرزاق «البارا». لكن أخباره انقطعت لاحقاً حتى ظهر عام 2007 نائباً لأمير كتيبة «طارق بن زياد» أو ما يعرف ب «كتيبة الصحراء». يصفه الرهينة الفرنسي السابق بيار كامات الذي استعاد حريته في شباط (فبراير) 2010، بعد 3 أشهر من الاختطاف، في حديث سابق لمجلة «جون أفريك» بأنه «قصير القامة، ضعيف البنية، لحيته ضعيفة، في الخمسين من العمر». وتتشكل إمارة الصحراء في «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» من أربع كتائب هي «الملثمون» التي يقودها مختار بلمختار المكنى «خالد أبو العباس»، وكتيبة «طارق بن زياد» التي يقودها عبدالحميد أبو زيد، وكتيبة «الفرقان» التي يقودها يحيى بن همام الذي تحول إلى قائد فرع «الساحل» خلفاً ل «نبيل أبو علقمة»، وكتيبة «الأنصار» التي يقودها الطارقي أبو عبدالكريم.