يبدأ العاهل المغربي الملك محمد السادس اليوم الجمعة جولة أفريقية تقوده إلى كل من السنغال وكوت ديفوار (شاطئ العاج) والغابون. ورجّحت المصادر أن يُجري محادثات سياسية مع قادة هذه الدول تركّز على الوضع الأمني والتحديات الإستراتيجية في الساحل جنوب الصحراء ومحور العلاقات المغربية - الأفريقية وتوسيع مجالات التعاون الثنائي. وتلتزم العواصم الثلاث موقفاً داعماً للرباط في نزاع الصحراء. كما تتميز علاقاتها بالشريك في شمال القارة بالتفاهم والانسجام، على رغم التغيّرات السياسية التي قادت إلى تولي زعامات جديدة مسؤوليات الحكم فيها. ومن المقرر إبرام المزيد من اتفاقات التعاون الاقتصادي والتجاري. وزار العاهل المغربي دولاً أفريقية عدة لتأكيد التزام بلاده الانفتاح على بلدان الجنوب. إلى ذلك، أفادت مصادر حزبية أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز تمنى على وفد حزب «الاستقلال» بقيادة أمينه العام حميد شباط المضي قدماً في تعزيز علاقات الأخوة والصداقة. وعرض الوفد الحزبي المغربي ونظيره في قيادة حزب «الاتحاد من أجل الجمهورية» الموريتاني إلى مجمل التحديات التي تواجه المنطقة «والتحولات العميقة التي تشهدها أوضاع البلاد العربية وجوارها الأفريقي» وتحديات التنمية والديموقراطية في الدول المغاربية. لكن مصادر رسمية قللت من واقع الفتور الذي يطبع العلاقة بين الرباط ونواكشوط، وقالت إن المغرب وموريتانيا يشاركان في كل الاستحقاقات المغاربية، في إشارة إلى الاجتماع المقبل لوزراء الداخلية المغاربيين الذي سيستضيفه المغرب قبل نهاية الشهر المقبل. وكان اجتماع وزراء الخارجية في الرباط أقر في وقت سابق خطة تقضي بمعاودة تفعيل اللجان القطاعية، بخاصة في المجالات الأمنية في مواجهة التحديات التي تعرفها المنطقة. بيد أنه لم يتقرر إلى الآن أي موعد متفق عليه لعقد القمة المغاربية المؤجلة منذ حوالى عقدين. وربطت المصادر بين تطورات الوضع الداخلي في تونس وصعوبة استضافة القمة التي يعزى إرجاؤها إلى استمرار خلافات عميقة بين الشركاء المغاربيين، بخاصة الرباط والجزائر.