دعت الأمين العام للحزب الاشتراكي الفرنسي مارتين أوبري إلى معاودة تفعيل «الاتحاد المغاربي»، مشددة على أهميته في سياق «معاودة إطلاق التعاون بين أوروبا ودول الحوض الجنوبي للبحر المتوسط من خلال أفعال ملموسة»، خلال محادثات في الرباط مع العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيس الحكومة عبدالإله بن كيران. واعتبرت مصادر مغربية أن دعوة أوبري التي تزور المغرب بعد وزير خارجية بلادها آلان جوبيه، «تهدف إلى إعطاء نفس جديد للتعاون الأورو-متوسطي وفق طبعة جديدة تغاير فكرة الاتحاد من أجل المتوسط التي كان أطلقها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي». ورأت أن «افريقيا وأوروبا لديهما مستقبل مشترك يمر بالضرورة عبر المغرب العربي والمغرب تحديداً». وحرصت أوبري بعد محادثاتها ورئيس الوزراء المغربي الذي يتولى أيضاً زعامة حزب «العدالة والتنمية» الإسلامي، على إبراز «الاهتمام الكبير الذي تبديه فرنسا، وخصوصاً الحزب الاشتراكي حيال التطورات الواقعة في المغرب»، في إشارة إلى تولي الحزب الإسلامي مسؤولية قيادة الحكومة بعد الانتخابات الاشتراعية الأخيرة. ورأت أن المغرب «نفذ إصلاحات استباقية عميقة»، لكنها شددت على أن «استقلال القضاء مهم جداً» للمغاربة وللمستثمرين الأجانب. وشملت زيارتها إلى المغرب لقاء قيادة «الاتحاد الاشتراكي» بزعامة عبدالواحد الراضي، كونه الحزب الذي يرتبط بعلاقات وثيقة والاشتراكيين الفرنسيين، لكنه اختار في ضوء التطورات الراهنة في المغرب العودة إلى المعارضة والانكفاء على معاودة ترتيب البيت الداخلي وحافظ على علاقاته وشركائه الأوروبيين. إلى ذلك، ما زال الغموض يحيط بتداعيات الأوضاع الاجتماعية والأمنية في بلدة بني بوعياش القريبة من مدينة الحسيمة شمال المغرب. وذكرت مصادر إعلامية أن التوتر يسود البلدة في ضوء اعتقال ناشطين نظموا مزيداً من التظاهرات الاحتجاجية والاعتصامات ذات الطابع الاجتماعي للمطالبة بتحسين أوضاعها والإفادة من خدمات توزيع الماء والكهرباء. وشهدت البلدة مواجهات بين قوات الأمن وشبان محتجين اعتصموا وسط الطرقات. على صعيد آخر، يشارك وفد مغربي يقوده وزير الداخلية محند العنصر والوزير المنتدب في الدفاع عبداللطيف الودي في أعمال المؤتمر الإقليمي حول أمن الحدود الذي تستضيفه العاصمة الليبية طرابلس. وتكمن أهمية اللقاء في أنه يجمع دول المغرب العربي الخمس إلى جانب مصر والسودان والنيجر وتشاد ومالي ومندوبين عن الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي للبحث في تداعيات الانفلات الأمني. ويناقش المؤتمر أشكال التهديدات المتزايدة جراء تهريب الأسلحة وتغلغل أشكال الجريمة المنظمة في ضوء تداعيات انهيار بعض الأنظمة. وكان الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية المغاربيين دعا إلى عقد لقاء أمني حول الأوضاع المتدهورة أمنياً في منطقة الساحل والصحراء. وبعد أن كانت الجزائر تستبعد الرباط من المشاركة في اجتماعات مماثلة، باتت الطريق سالكة أمام التنسيق المشترك بين العواصم المغاربية كافة وجوارها الإقليمي في الملفات الأمنية.