أفادت صحيفة «فايننشال تايمز» في تقرير، بأن واردات الولاياتالمتحدة من النفط هبطت إلى 5.98 مليون برميل يومياً في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وفق أرقام «إدارة معلومات الطاقة». وفي الشهر ذاته ارتفعت الواردات الصينية إلى 6.12 مليون برميل يومياً، طبقاً لبيانات «إدارة الجمارك الصينية». وفي العام الماضي هبطت واردات الولاياتالمتحدة من النفط الخام والمنتجات النفطية إلى أدنى مستوى في 20 عاماً لتصل إلى 7.14 مليون برميل يومياً، بينما بلغت واردات الصين 5.72 مليون. وظلت الولاياتالمتحدة أكبر مستورد للنفط منذ منتصف سبعينات القرن الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن بكين يحتمل أن تتعرض لضغوط للمشاركة في مراقبة خطوط الملاحة العالمية، مشيرة إلى أن الصين أصبحت تطبق سياسة خارجية أكثر نفوذاً من قبل في دول مثل السودان وأنغولا والعراق، حيث استثمرت شركات النفط الصينية الحكومية ببلايين الدولارات. وقال المحلل لدى «سيتي غروب»، إريك لي، «إن الولاياتالمتحدة تسير بسرعة نحو الاستقلال في قطاع الطاقة». وعلى رغم الأرقام المتوافرة عن نهاية العام تعتبر متقلبة، فإن محللين وتجاراً يعتبرون أن التغيير الذي حدث سيستمر، ما سيؤثر في طرق تجارة النفط والعوامل الجيوسياسة للطاقة. ولفتت الصحيفة إلى أن التطورات الجديدة تتزامن مع خفض عدد حاملات الطائرات الأميركية العاملة في مضيق هرمز الذي يربط الخليج بأسواق النفط في العالم، وذلك مع الزيادة في إنتاج النفط بالولاياتالمتحدة في ظل ما يسمى بثورة الطاقة والطفرة الحالية في استخراج النفط والغاز من صخور الزيت. يضاف إلى ذلك أن شركات النفط الكبرى الأميركية، مثل «إكسون موبيل» و «فيليبس»، تصدّر كميات غير مسبوقة من منتجات النفط لمواجهة الطلب على البنزين والديزل إلى دول في أميركا اللاتينية وأفريقيا. ويأتي التغيير في موازين سوق الطاقة بين الولاياتالمتحدة والصين في الوقت الذي توقعت «وكالة الطاقة الدولية» أن يزيد الاستهلاك في الدول النامية عنه في الدول الصناعية للمرة الأولى. وسبق للوكالة أن أشارت إلى أن الدول غير الأعضاء في «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية» ستستهلك 44.9 مليون برميل يومياً في الربع المقبل من هذا العام مقارنة ب 44.7 مليون في دول المنظمة.