وصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى بكين أمس في أول زيارة رسمية له إلى الصين وقال محللون ان الصين ترغب في التقرب إلى المملكة واستيراد كميات أكبر من النفط. وتسعى الصين عالميا للحصول على النفط لتغذية اقتصادها المزدهر حيث تقدم اغراءات لشركاء محتملين تشمل برامج مساعدات ودعم دبلوماسي بجانب امكانية اتاحة سوق غير امريكية للدول المتنازعة مع واشنطن. والصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم. وزار الملك عبد الله الصين في عام 1998 حينما كان وليا للعهد. وتأتي زيارته عقب اول محادثات رسمية تجريها بكين مع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في اواخر ديسمبر - كانون الاول . وقال محللون صينيون انه بينما تحرص الصين على استقرار امدادات النفط فهي لا تملك السيولة أو الارادة لتحدي دور الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط. وكانت السعودية أكبر مزود للصين بالنفط خلال الشهور الاحدى عشر الأولى من العام الماضي حيث أمدتها بنحو 17 في المئة من وارداتها وهو ما يعادل 440 ألف برميل يوميا. لكن ذلك كان أقل من ثلث الصادرات النفطية السعودية إلى الولاياتالمتحدة خلال الفترة نفسها والتي بلغت 1,43 مليون برميل. وقال خبير صيني في الطاقة على صلة بالحكومة ورفض الكشف عن اسمه ان الصين والولاياتالمتحدة ترغبان في أن يتواصل تدفق النفط من الشرق الأوسط بلا انقطاع. وسيتوجه الملك عبد الله من بكين إلى الهند التي نافست الصين في عدة صفقات خاصة بالطاقة ومنها إلى ماليزيا ويختتم جولته بباكستان. ويصحب الملك في جولته وفد كبير من رجال الأعمال والمسؤولين ومن بينهم وزير النفط علي النعيمي. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ان الموضوعات المطروحة للنقاش على جدول الأعمال تشمل إلى جانب الطاقة محاربة الارهاب. وتشارك الصين بالفعل في محادثات حول اقامة منطقة تجارة حرة مع مجلس التعاون الخليجي الذي يضم إلى جانب السعودية كلا من الكويت وقطر وعمان والبحرين والامارات العربية المتحدة. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) ان الجانبين يتوقعان ان يتم التوقيع على اتفاق بينهما بحلول نهاية عام 2006 وشهد حجم التبادل التجاري بين الصين ومجلس التعاون الخليجي ارتفاعا العام الماضي بأكثر من الثلث ليصل إلى 33,8 مليار دولار. لكن المنافسة بين منتجي النفط ربما ساعدت أيضا في التحفيز للقيام بالزيارة بعدما أعلن وزير النفط الكويتي الشهر الماضي ان بلاده ترغب في اقامة مصفاة ثانية لتكرير النفط في الصين. وربما تجد دول الخليج التي تنتج نوعا ثقيلا من النفط لا تملك مصافي التكرير الصينية المعدات القادرة على معالجته ان من السهل عليها بيع النفط للصين اذا استثمرت تلك الدول في بناء المصافي. ووقعت شركة ارامكو السعودية العام الماضي اتفاقا بقيمة 3,5 مليارات دولار مع شركة (اكسسون موبيل) وشركة (ساينوبيك) التي تعد أكبر شركات تكرير النفط الصينية لتوسيع مصفاة في اقليم فوجيان الجنوبي. وتجري الشركة السعودية أيضا محادثات مع (ساينوبيك) حول الاستثمار في محطة بمدينة شينجداو الشمالية. وقال مسؤولون صناعيون ان بكين تهدف لدعم وارداتها من النفط السعودي بموجب اتفاقات آجلة العام المقبل للحد من أثر عمليات الشراء الفوري بأسعار غير مستقرة.