فتحت سلطات الأمن الجزائرية قنوات اتصال جديدة مع الأمير السابق ل«القاعدة» في الساحل الصحراوي مختار بلمختار (بلعور أبو العباس)، وقالت مصادر أمنية ل «الحياة» أن بلمختار أبلغ أفراداً من عائلته خلال الأيام الماضية ب «شروط» قد تسمح بتسليم نفسه وعشرة من أتباعه. وأُفيد أن قنوات جديدة أُعيد فتحها مع بلمختار وبعض أتباعه قرب الحدود مع موريتانيا، في انتظار تقدم المفاوضات. وعلمت «الحياة» أن المرض (السكري) اشتد ببلمختار، ما جعله يبادر بالاتصال بجهات أمنية بوساطة من والدته وشقيقه. وأفادت مصادر مطلعة على الملف أن بلمختار أمير ما يعرف ب«كتيبة الملثمين» يطلب العفو عن حوالى عشرة من أتباعه بعضهم ليس جزائرياً. وتعهد بلمختار إقناع عدد من أعضاء كتيبة «طارق بن زياد» التي يقودها عبد الحميد أبو زيد بتسليم أنفسهم معه. وسبق أن «فشلت» مساعي بلمختار في تسليم نفسه بسبب «محاولة فرض شروط كثيرة»، بعدما أنشأ مع أتباع له منطقة «آمنة»، تمهيداً لتسليم نفسه. ويعتقد بأن «أبا العباس» بات مطلوباً ومهدداً من طرف قيادة تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، وخصمه في الصحراء هو «يحي جوادي» الذي خلفه على رأس «المنطقة التاسعة»، كما كانت تسمى سابقاً (منطقة الصحراء حالياً). وتتفق كل الروايات حول مصير بلمختار على اعتزاله العمل المسلح وإمارة «كتيبة الملثمين»، قبل أن يختفي منذ منتصف عام 2007. إلا أن السلطات الموريتانية تحدثت قبل أيام عن عودته للعمل المسلح ووقوفه خلف إحدى عمليات الخطف التي نفذت في حق مواطنين أوروبيين على الأراضي الموريتانية. لكن التنظيم لم يشر إلى هذه العملية في بياناته، ما أبقى على فرضية انفصال بلمختار عن أمير التنظيم عبد المالك دروكدال. وتقول المصادر إن الأمير السابق ل «كتيبة الملثمين»، كثّف أخيراً إتصالاته بعائلته في غرداية (600 كيلومتر جنوب العاصمة). ويتوقع بلمختار أن تعفو عنه السلطات الجزائرية وبعض أتباعه الذين يقدر عددهم بعشرة. و«أبو العباس» مطلوب للعدالة في قضايا كبيرة من بينها الاعتداء على قافلة الجمركيين في المنيعة عام 2006 وقتل 13 منهم، وقتل قائد القطاع العسكري السابق لولاية غرداية عام 1995، علاوة على تنفيذ عشرات من عمليات السطو على قواعد النفط في الجنوب. وتذكر شهادات متطابقة أن بلمختار لم يظهر له أي أثر في شمال مالي منذ سنة ونصف السنة تقريباً. وتراجعت رغبته في مواصلة «الإرهاب» منذ مقتل ذراعه الأيمن ابراهيم غريقة في اشتباك ثكنة المغيطي في موريتانيا، إضافة إلى ما عرف من رغبة لدى قيادة «الجماعة السلفية» في التخلص منه عندما طلبت منه الالتحاق بمركز قيادتها، لكنه رفض بعدما شعر بأنها تريد الغدر به.