يُعتبر مختار بلمختار الذي تبنى الهجوم على موقع للغاز جنوب شرقي الجزائر، الأربعاء، أحد القادة التاريخيين لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وهوالذي ادخل التنظيم إلى شمال مالي برفقة عماري صايفي المعروف باسم عبدالرزاق البارا (المظلي). وشارك بلمختار المكنى خالد أبو العباس (40 سنة) في 1991 إلى جانب «المجاهدين» في أفغانستان قبل أن يعود بعد ثلاث سنوات الى الجزائر لينضم الى الجماعة الإسلامية المسلحة (تم تفكيكها في 2005). وبذلك يكون بلمختار من آخر القادة التاريخيين البارزين في الجماعات الاسلامية المسلحة وأحد مؤسسي الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي اصبحت تنشط تحت امارة تنظيم القاعدة العالمي بتسمية تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي اعتباراً من مطلع العام 2007. وكان بلمختار الملقب ب «الاعور» لفقدان احدى عينيه في انفجار قنبلة، على خلاف دائم مع عبدالرزاق البارا بسبب الزعامة منذ ان التقيا اثناء انتقال الرجلين سوياً من الجزائر الى شمال مالي، بحسب مصدر قضائي اطلع على تقرير استجواب البارا بعد تسليمه للسلطات الجزائرية. ويوجد البارا في السجن في انتظار محاكمته بعدما سلمته السلطات الليبية للجزائر في 2004. وبحسب شهادة البارا المسؤول الأول عن اختطاف 32 سائحاً أجنبياً في 2003، فإن بلمختار كان يريد أن ينصّب نفسه قائداً للفوج الذي انتقل معه الى شمال مالي في 2001 لشراء أول شحنة سلاح استخدمها المسلحون في ما اصبح يسمى امارة الصحراء في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي. وتتشكل امارة الصحراء من كتيبتين هما «الملثمون» بقيادة مختار بلمختار و «طارق ابن زياد» بقيادة عبدالرزاق البارا قبل ان يلقى عليه القبض ويخلفه عبدالحميد أبو زيد. وفي بداية كانون الأول (ديسمبر)، أعلن مختار بلمختار تأسيس كتيبة جديدة من المقاتلين تحمل اسم «الموقعون بالدماء»، بعدما تم عزله من امارة كتيبة «الملثمون». وهذه هي الكتيبة التي اعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف موقعاً للغاز في تيقنتورين بجنوب شرقي الجزائر الاربعاء وعن خطف 41 اجنبياً وعشرات الجزائريين. ويُعتبر بلمختار الآن قيادياً إسلامياً مستقلاً بعدما خرج من تحت قيادة فرع القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وفشل محاولة الانضمام إلى حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا إحدى الفصائل المسيطرة على شمال مالي. وجاء انشقاق بلمختار عن قيادة «القاعدة» بعدما عيّن زعيم فرعها المغاربي عبدالمالك دروكدال المعروف بأبو مصعب عبدالودود «أميراً» جديداً للتنظيم في منطقة الساحل والصحراء خلفاً لنبيل المخلوفي الذي توفي في أيلول (سبتمبر). وأكد مصدر أمني مالي أن «الجزائري يحيى أبو الهمام عيّن من جانب دروكدال أميراً للساحل خلفاً لنبيل» المخلوفي الملقب بنبيل أبو علقمة «الذي توفي في حادث سير» في شمال مالي. وقال مصدر أمني أفريقي إن أبو الهمام بات «ممثل دروكدال في منطقة الساحل والصحراء». وذكرت «فرانس برس» أن دروكدال أرفق قراره هذا بإزاحة مختار بلمختار عن رأس الكتيبة التي يقودها. وقال مصدر أمني مالي إن دروكدال «أعلم كل كتائب الساحل (في شمال مالي) بإزاحة بلمختار بسبب «انحرافه» عن مهمته. هو لم يعد إذاً قائد كتيبته». وهذه المعلومات أكدها مصدر أمني أفريقي، مشيراً إلى أن بلمختار أزيح عن منصبه «بعد تحذيرات عدة». إلا أنه أوضح أنه «لم يتم اختيار بديل له على رأس كتيبة الملثمين التي كان يتزعمها». ووفق مصادر أمنية عدة فإن «الأمير» الجديد لتنظيم القاعدة في منطقة الساحل والصحراء يدعى جمال عكاشة ويبلغ من العمر حوالى 40 عاماً. وبتعيينه «أميراً» بات عكاشة قائداً لكل الكتائب التي تقاتل في هذه المنطقة بما فيها تلك التابعة للجزائري عبدالحميد أبو زيد والمنتشرة في تمبكتو (شمال غربي مالي) وكذلك لتلك التي كان يتزعمها مختار بلمختار والمنتشرة في غاو (شمال شرقي مالي).