قبل يومين من الانتخابات الرئاسية الأفغانية، نفذت حركة «طالبان» أمس، جزءاً من تهديداتها بتعطيل عملية الاقتراع، عبر إطلاق صاروخين على القصر الرئاسي ومقر قيادة الشرطة المجاور في العاصمة كابول، من دون ان يسفرا عن سقوط ضحايا. وأعقب ذلك تفجير انتحاري، بسيارة مفخخة على طريق مؤدية من كابول إلى جلال آباد، قرب مقر قيادة قوات الحلف الأطلسي (ناتو) ومقر اللجنة الانتخابية ومجمع يضم مبانيٍ للأمم المتحدة، ما أدّى الى سقوط 7 قتلى، بينهم موظفان يعملان لحساب الأممالمتحدة. وشهدت ولايتا باغلان (شمال) وقندهار (جنوب) اشتباكات دامية بين مسلحي «طالبان» ورجال الشرطة. وأفاد شهود بأن مسلحي الحركة سلبوا الشرطة سيارات، فيما أغلقوا كل الطرق المؤدية الى ولاية غزني. وقتل جنديان أميركيان في انفجار قنبلة يدوية الصنع شرق أفغانستان. وشهدت مدينة مزار الشريف (شمال)، اغتيال مرشح لانتخابات مجالس الولايات إثر نصب مكمن لموكبه، علماً ان ثلاثة مرشحين آخرين في انتخابات مجالس الولايات من بين اكثر من 3 آلاف مرشح اغتيلوا سابقاً. وحذرت «طالبان» في بيانات بثتها إذاعات خاصة سكان كابول وولايات لوغر ووردك وغزني وخوست وزابل وقندهار وباقي ولايات الجنوب من التوجه الى مراكز الاقتراع التي أعلنت أنها ستستهدف بهجمات يوم الانتخابات. ويسيطر مقاتلو «الحزب الإسلامي» (الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق قلب الدين حكمتيار) و»طالبان» بشكل شبه كامل على ولاية لوغر. وأشارت الحركة إلى أن ثمانية من انتحارييها دخلوا كابول، ونفذ اثنان منهم عمليتين أمام مقر قوات الحلف الأطلسي (ناتو) الأسبوع الماضي وعلى طريق جلال أباد - كابول أمس، فيما ينتظر ستة آخرون الوقت والمكان المناسبين لتنفيذ عملياتهم، ما تسبب في حال من الذعر في العاصمة، حيث امتنعت مؤسسات أجنبية وسفارات عن فتح أبوابها، وفرضت على موظفيها شبه إقامة جبرية في المنازل أو المكاتب. وشهدت العاصمة كابول انتشاراً أمنياً غير مسبوق وحواجز تفتيش، في وقت باتت المناطق التي تنتشر فيها القوات الدولية والبعثات الأجنبية شبه مغلقة أمام العامة. وعلى رغم ان امتناع ناخبين كثيرين، خصوصاً في جنوبأفغانستان وشرقها، عن الإدلاء بأصواتهم بسبب تردي الوضع الأمني يمكن ان يضر بفرص الرئيس حميد كارزاي في حسم فوزه من الجولة الأولى، رفضت كابول عرضاَ قدمه شيوخ قبائل في هذه المناطق لتأمين سلامة مراكز الاقتراع، متمسكة بتكليف الشرطة والجيش هذه المهمة وعدم قبول لجنة الانتخابات وجود ميليشيات قبلية في مراكز الاقتراع أو قريباً منها «حتى اذا كانت موالية للحكومة». وقرر الحلف الأطلسي بطلب من كابول، تجميد عملياته الهجومية في يوم الانتخابات من اجل التفرغ لمساعدة القوات الحكومية والشرطة في تأمين الحماية والمساعدة في تنظيم الاقتراع، علماً ان 300 ألف عنصر أمن أفغاني وأجنبي سيتولون مهمة حماية الانتخابات. وأوضح الحلف في بيان انه لن ينفذ الا «عمليات ضرورية لحماية السكان، والسماح لهم بممارسة حقهم بالتصويت بكل حرية». وتشير اللجنة الانتخابية الأفغانية الى احتمال إغلاق 12 في المئة من مراكز التصويت ال7 آلاف، بسبب انعدام الأمن. وفي بروكسيل، أعلنت المفوضية الأوروبية ان مراقبيها رصدوا «مخالفات إجرائية في تسجيل الناخبين، ما يمهد الأجواء لتزوير محتمل». ويبقى كارزاي الذي وصل الى الحكم بمساعدة المجتمع الدولي بعد إطاحة نظام «طالبان» نهاية العام 2001، المرشح الأوفر للفوز في الانتخابات.