قال عضو بارز في الائتلاف الوطني السوري المعارض أمس إن الائتلاف مستعد للتفاوض على رحيل الرئيس بشار الأسد مع أي من أعضاء حكومته الذين لم يشاركوا في الحملة الصارمة ضد الانتفاضة. وكان معاذ الخطيب رئيس «الائتلاف» أطلق المبادرة بشروط عامة الشهر الماضي من دون التشاور مع الهيئة السياسية للائتلاف ما فاجأ الأعضاء السبعين. وانتقدت كتلة قوية داخل الائتلاف يهيمن عليها «الإخوان المسلمون» المبادرة واعتبرتها إضراراً بالثورة. ومن المقرر أن يجري وزير الخارجية السوري وليد المعلم محادثات هذا الشهر في موسكو أحد أهم حلفاء سورية في الخارج. وتأمل الحكومة الروسية أن يزورها الخطيب قريباً في محاولة لتحقيق انفراجة في الصراع الدائر منذ عامين تقريباً الذي تقدر الأممالمتحدة أنه حصد أرواح نحو 70 ألفاً. وقالت مصادر في المعارضة إن من شأن تأييد «الائتلاف» رسمياً لمبادرة الخطيب أن يمنحها ثقلاً أكبر على الساحة الدولية ويقوض حجة أنصار الأسد بأن المعارضة منقسمة بصورة لا يمكن معها النظر إليها كطرف جاد. وبعد اجتماع عقد في القاهرة الخميس لأعضاء المكتب السياسي ل «الائتلاف» المكون من 12 عضواً قال وليد البني عضو المكتب: «إن المكتب وافق على مبادرة الخطيب لكنه وضع خطوطاً عريضة لمحادثات السلام ستُطرح للموافقة عليها من جانب أعضاء الائتلاف بكامل أعضائه الخميس المقبل». وقال عضو آخر: «إن اجتماع الائتلاف بكامل أعضائه سيحاول إحياء خطط لتشكيل حكومة موقتة وهي الخطط التي قوضتها انقسامات داخل صفوف الائتلاف». وقال البني، وهو واحد من بضعة ليبراليين داخل الائتلاف الذي يهيمن عليه الإسلاميون» لوكالة «رويترز» إن الأسد وحلفاءه في الجيش والاستخبارات لا يمكن أن يكونوا جزءاً من المفاوضات. وفي اتصال من القاهرة قال البني: «نرغب في التفاوض مع أي مسؤول مدني في شأن إزاحة بشار وإنهاء الاستبداد». وأضاف: «بشار وزمرته لن يكونوا طرفاً في أي محادثات ولن نعتبر الموجودين من جانب الحكومة ممثلين عنه». وتابع أن أعضاء حزب «البعث» الذي يحكم سورية منذ انقلاب عام 1963 يمكن أن يشاركوا في المحادثات المقترحة إذا كانت «أيديهم نظيفة من الدماء». وقال البني إن اجتماع ليل الخميس بحث سبل التعامل مع إيران وروسيا وهما الحليفان الرئيسيان للأسد بعدما اجتمع الخطيب مع وزيري خارجية البلدين في ميونيخ هذا الشهر. ورداً على سؤال عن إشاعات بأن الخطيب قد يلتقي المعلم في موسكو قال البني إنه لم يتحدد موعد لزيارة الخطيب وأنه لا يعلم أي شيء عن اجتماع محتمل مع وزير الخارجية السوري. وأعلن الخطيب أنه على استعداد لإجراء محادثات مع ممثلين عن الأسد في المناطق التي تهيمن عليها المعارضة في شمال سورية في مسعى لوضع نهاية للصراع. وفي أول رد فعل مباشر من الحكومة أبدى علي حيدر وزير «المصالحة الوطنية» هذا الأسبوع رغبته في السفر إلى الخارج للقاء الخطيب الذي يقيم في القاهرة. لكنه قال إن السلطات ترفض أي حوار يهدف إلى تسليم السلطة من طرف لآخر وتصر على أنه يجب إجراء المفاوضات الرسمية على أرض سورية. وكانت السلطات السورية قالت إنها ستجري محادثات مع رموز «المعارضة الوطنية» الذين لم ينضموا إلى صفوف التمرد المسلح. لكن معظم شخصيات المعارضة غادروا البلاد منذ اعتقال عبد العزيز الخير وهو من دعاة الحوار ووقف العنف العام الماضي.