دعا المدير العام لمنظمة التجارة العالمية باسكال لامي، الحكومات إلى تخفيف بيروقراطية الإجراءات الجمركية والضريبية، معتبراً ذلك عائقاً أمام جذب المزيد من الاستثمارات العربية والأجنبية. وأكد لامي خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الأردنية (عمان) أمس، في ختام الملتقى الاستشاري الإقليمي العربي لمنظمة التجارة العالمية، ضرورة اعتماد نهج جديدة لحل الحواجز التجارية في اقتصادات العالم، مطالباً الدول بابتكار حلول للمشكلات التي تعوق انسياب الحركة التجارية بين الدول، معرباً عن اعتقاده بأن الدول المتقدمة لا تعاني من حرية حركة التجارة مقارنة بالدول النامية. وقال: «القيود غير الجمركية ما زالت تشكل صعوبات للمستثمرين والتجار، وخفض التعرفة الجمركية إلى الصفر لم يحقق زيادة في التدفقات التجارية، بسبب عدم التزام الدول بإزالة كل القيود الإدارية والنقدية والكمية، بجانب تحرير السلع العربية من الرسوم والضرائب ذات الأثر المماثل». وأشار لامي إلى ضعف المقومات الأساسية في الدول العربية من وسائل النقل البري والبحري، إذ إن هذه الوسائل تعد عائقاً أمام زيادة التبادل التجاري في الوطن العربي، موضحاً أن حجم التجارة العالمية سجل نحو 22 تريليون دولار، وأن حجم التجارة في العالم يعتبر حالياً أقل من الأعوام السابقة، إذ انخفض بنسبة خمسة في المئة خلال 2012، فيما توقع انخفاضه بنسبة 4 في المئة في العام الحالي 2013. ولفت إلى أن منظمة التجارة العالمية تعمل وفق مبدأ تحرير تبادل السلع والخدمات، وتقليص العقبات الحمائية، مشيراً إلى أن إزالة العوائق تنعكس في النهاية على الجميع من حيث ارتفاع حجم التبادل التجاري، منوهاً إلى أن دور منظمة التجارة يكمن في توفير إطار مؤسساتي للتفاوض حول تحرير التبادل. وشدد على ضرورة أن يتواصل صانعو القرار في الدول العربية من أجل تعزيز تبادل البضائع والمنتجات بين الدول العربية، وإيجاد فرصة أمام المستوردين والتجار العرب لرفع حجم التجارة بين البلدان. وأكد أهمية التكتلات التجارية العربية في دعم الصادرات والمنتجات العربية، وتحقيق التعاون وتكامل الأدوار في ما بينها، والاستفادة من ميزات وخصائص السلع في كل دولة عربية لتحقيق هذه الغاية.