غص حي الأعظمية في بغداد أمس بالمحتفلين بالمولد النبوي قرب جامع الامام ابو حنيفة النعمان، ويستعد المحتفلون في العاصمة والأنبار ومدن أخرى لتنظيم تظاهرات مليونية اليوم، فيما أعلنت الحكومة الإفراج عن 71 سجينة. لكن المحتجين اعتبروا تنازلاتها، وتراجع رئيس الوزراء نوري المالكي عن تصريحاته «المسيئة إليهم» غير كافية لتلبية مطالبهم. واستقبلت الاعظمية ليل الاربعاء وصباح الخميس المحتفلين بعيد المولد النبوي من مناطق بغداد المختلفة. وبدا جسر الائمة الذي يربطها بالكاظمية عبر نهر دجلة، مكتظاً بجموع بشرية رددت اهازيج خلف المنشدين. ويتوقع ان تستأنف ساحة ابو حنيفة اليوم تظاهراتها المناهضة للحكومة، تضامناً مع الانبار والموصل وسامراء التي شهدت بدورها ارتفاعاً كبيراً في عدد المشاركين في التظاهرات. وجاء في بيان «اللجان الشعبية لتنسيق التظاهرات» أن «الاستعدادات جارية لإطلاق تظاهرات مليونية يوم غد (اليوم) تحت عنوان لا تراجع، في خمس محافظات هي: الأنبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك وبغداد إضافة إلى محافظات أخرى». وأكدت تمسكها ب «المطالب المشروعة للشعب العراقي ورفض الحلول الترقيعية». ولا يبدو أن التظاهرات، بعد شهر على انطلاقها في الانبار في 23 كانون الأول (ديسمبر) الماضي في طريقها إلى التراجع. وقال زعيم عشائر الانبار الشيخ حميد الشوكة ل «الحياة» ان «يوم غد (اليوم) سيكون حشد المتظاهرين اكبر». وأضاف أن تحرك الحكومة «إعلام، تشكل لجاناً تدعي انها لتلبية مطالب المتظاهرين لكنها في الحقيقة محاولة لتخدير الشارع». وأشار الى ان «الحكومة لم تستجب أي مطلب من مطالب المتظاهرين، وهي تتحدث عن اطلاق الابرياء»، متسائلاًً عن «سبب اعتقال الحكومة الأبرياء». وأعلنت لجنة حكومية يرأسها رجل الدين السني محمد مهدي الصميدعي امس اطلاق 71 سجينة استجابة لمطالب المتظاهرين. وقال الصميدعي ان «إطلاق الابرياء وبعض السجينات اللواتي اعتقلن بجريرة ازواجهن اواخوانهن يكشف الوجه القبيح للحكومة». وكانت مطالب التظاهرات تطورت من اطلاق سراح معتقلات، ووقف مطاردة عناصرحرس وزير المال رافع العيساوي، الى الغاء قانوني الارهاب والمساءلة والعدالة، واعلان العفو العام، ورفعت اخيراً شعارات تطالب بإقالة حكومة المالكي الذي تراجع امس عن تصريحات ادلى بها قبل اسبوعين وصف فيها التظاهرات بأنها «فقاعة». وقال المالكي لقناة «البغدادية» انه لم يطلق هذا الوصف على التظاهرات وانما على «المندسين فيها». والتزم المتظاهرون وقوات الامن الحكومية حتى يوم امس ضبط النفس، لكن اشتباكات واطلاق نار عشوائي حدث في الموصل عندما حاول مجموعة من المتظاهرين تمزيق لافتات رفعتها قوات الامن قرب ساحة الاعتصام. ويتهم معارضو المالكي من السنة والاكراد بالاضافة الى اطراف شيعية فاعلة مثل تيار الصدر، بتسييس قوات الامن والجيش، وتعيين الموالين لحزبه في القيادة، فضلاً عن اتهامات اخرى بتسييس القضاء، وزج آلاف الابرياء في السجون واجبارهم على الادلاء باعترافات كاذبة.