دمشق - أ ف ب - أفرجت مجموعة سورية مسلحة عن 48 إيرانياً كانوا يحتجزونهم منذ أشهر في سورية، مقابل إفراج النظام السوري عن 2130 معتقلاً لديه وذلك في أكبر عملية تبادل أسرى في النزاع المستمر منذ 21 شهراً. ونقلت مصادر إيرانية إن الخطوة تمت بجهود تركية - قطرية مشتركة، لكنها لم تكشف النقاب عن هوية المفرج عنهم من قبل الحكومة السورية، إلا أن هذه المصادر أوضحت أن عدداً من المعتقلين يحملون الجنسية التركية وجنسيات أخرى، اضافة إلى سوريين طالبت المجموعة المسلحة بإطلاق سراحهم. ووصفت المصادر الإيرانية إطلاق سراح المعتقلين من قبل الحكومة السورية ب «بادرة حسن نية» ورسالة موجهة للمعارضة السورية من أجل تنفيذ المبادرة التي طرحها الرئيس السوري بشار الأسد. ورأت مصادر في السفارة التركية في طهران في حديث لها مع «الحياة» أن خطوة الإفراج عن المعتقلين «نجاح للديبلوماسية الإنسانية التي قادتها أطراف متعددة من اجل الإفراج عن المدنيين». ونقلت المصادر أن مباحثات «شاقة ومضنية» بدأت مع الخاطفين منذ أشهر عدة عبر وسطاء من تركيا وقطر إضافة إلى شخصيات عربية «دخلت علي خط الوساطة لكنها تراجعت بسبب تغيير مواقف المجموعة الخاطفة وعدم جاهزية السلطات السورية لتنفيذ مطالب الخاطفين». ووصل الرهائن بعد ظهر أمس على متن حافلات صغيرة إلى فندق شيراتون وسط العاصمة السورية وكان في استقبالهم السفير الإيراني في دمشق محمد رضا شيباني. وأعلن التلفزيون الحكومي الإيراني أمس أن المقاتلين المعارضين أفرجوا عن الزوار الإيرانيين، من دون أن يوضح متى ولا في أي شروط تم الإفراج عنهم. وأفاد احمد الخطيب، وهو ناطق باسم الجيش الحر في دمشق وريفها، في اتصال هاتفي مع فرانس برس في بيروت عن «اكتمال المفاوضات من الناحية النظرية» لإطلاق سراح 2135 معتقلاً لدى النظام «بينهم أسماء مهمة». ورفض تقديم تفاصيل إضافية قبل إنجاز الصفقة التي تمت «برعاية قطرية تركية وتدخل إيراني مع النظام». وكان سيركان نرجس الناطق باسم مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية الإسلامية قال لفرانس برس إن «النظام السوري بدأ الإفراج عن 2130 معتقلاً مدنياً في مدن سورية عدة مقابل إطلاق سراح 48 إيرانياً بين ايدي المعارضين». وأكد أنها «ثمرة مفاوضات أجرتها منظمتنا لأشهر في إطار نشاط ديبلوماسي أهلي». وأوضح أن إطلاق سراح المعتقلين المدنيين يتم منذ صباح امس خصوصاً في دمشق وحمص (وسط) وإدلب (شمال) واللاذقية (غرب) وطرطوس (غرب)، ومن بينهم أربعة أتراك. ولفت وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي الأسبوع الماضي إلى وجود أخبار سارة ستعلن بشأن المخطوفين الإيرانيين في سورية. وكان مقاتلون معارضون ينتمون إلى «كتيبة البراء» التابعة للجيش السوري الحر بثوا على الإنترنت في الخامس من آب (أغسطس) الماضي شريطاً مصوراً أعلنوا فيه خطف الإيرانيين، قائلين إن من بينهم ضباطاً في الحرس الثوري الإيراني. ونفت إيران بداية صحة هذه المعلومات، لكنها بعد أيام قالت إن من الرهائن الذين كانوا يزورون عتبات شيعية مقدسة، عسكريين «متقاعدين». وطلبت إيران مساعدة الأممالمتحدة في إطلاقهم، وتواصلت للغاية نفسها مع تركيا وقطر الداعمتين للمعارضة.