أطلق الثوار سراح 48 إيرانيا كانوا يحتجزونهم منذ أشهر في سورية مقابل إفراج النظام عن أكثر من ألفي معتقل، في أكبر عملية تبادل أسرى في النزاع المستمر منذ 21 شهرا، في وقت أعلن عن لقاء جديد بين الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي ومسؤولين روس وأميركيين غدا. ويدل العدد الكبير للمعتقلين الذين وافق النظام السوري على إطلاقهم، على استعداده لتقديم الكثير في سبيل مصلحة طهران أبرز حلفائه الإقليميين. وأعلن التلفزيون الحكومي الإيراني اليوم أن المقاتلين المعارضين أفرجوا عن الزوار الإيرانيين، بدون أن يوضح متى ولا في أي شروط تم الإفراج عنهم. وكان مقاتلون ينتمون إلى "كتيبة البراء" التابعة للجيش السوري الحر بثوا على الإنترنت في الخامس من أغسطس الماضي شريطا مصورا أعلنوا فيه خطف الإيرانيين، قائلين إن من بينهم ضباطا في الحرس الثوري الإيراني. ونفت إيران بداية صحة هذه المعلومات، لتعود وتقول بعد أيام إن من الرهائن الذين كانوا يزورون عتبات شيعية مقدسة، عسكريين "متقاعدين". وطلبت إيران مساعدة الأممالمتحدة في إطلاقهم. وأفاد أحمد الخطيب، وهو متحدث باسم الجيش الحر في دمشق وريفها، في اتصال هاتفي ب"اكتمال المفاوضات من الناحية النظرية" لإطلاق سراح 2135 معتقلا لدى النظام "بينهم أسماء مهمة"، وذلك في مقابل الأسرى الإيرانيين. ورفض تقديم أي تفاصيل قبل إنجاز الصفقة التي تمت "برعاية قطرية تركية وتدخل إيراني مع النظام". وفي دمشق، ينتظر وصول السفير الإيراني مع وفد لاستقبال المخطوفين بعد إطلاق سراحهم في أحد الفنادق وسط العاصمة. وكان سيركان نرجس المتحدث باسم مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية الإسلامية قال إن "النظام السوري بدأ الإفراج عن 2130 معتقلا مدنيا في عدة مدن سورية مقابل إطلاق سراح 48 إيرانيا بين أيدي المعارضين". وأكد أنها "ثمرة مفاوضات أجرتها منظمتنا لأشهر في إطار نشاط دبلوماسي أهلي". وأوضح أن إطلاق سراح المعتقلين المدنيين يتم خصوصا في دمشق وحمص وإدلب واللاذقية وطرطوس، ومن بينهم أربعة أتراك. وفي محاولة متجددة للتوصل إلى حل للنزاع، أعلن نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوجدانوف أن "الاجتماع الثلاثي بين بوجدانوف ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز والأخضر الإبراهيمي مقرر في 11 يناير في جنيف"، وذلك بعد اجتماع أول في المدينة نفسها في التاسع من ديسمبر الماضي. ميدانيا، قتل 83 شخصا جراء أعمال العنف في مناطق سورية عدة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى أن من الضحايا أربعة أطفال من عائلة واحدة قتلوا جراء غارة جوية نفذها الطيران الحربي على قرية جباب حمد إلى الشرق من مدينة حمص. وفي ريف دمشق، تعرضت مناطق عدة للقصف مع استمرار القوات النظامية في محاولتها السيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين.