أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال استقباله وزير الخارجية الأميركي جون كيري، على ضرورة أن يكون التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب "شاملاً". وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية، السفير إيهاب بدوي، إن السيسي أكد أثناء اللقاء "صحة التقديرات المصرية إزاء التطورات التي تشهدها المنطقة حالياً، وشدّد على ضرورة أن يكون أي تحالف دولي لمكافحة الإرهاب تحالفاً شاملاً، لا يقتصر على مواجهة تنظيم بعينه، أو القضاء على بؤرة إرهابية بذاتها، ولكن يمتد ليشمل البؤر الإرهابية كافة، سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في أفريقيا". ونوّه السيسي بأهمية "تدارك الأبعاد الجديدة التي بدأت تطرأ على صراعات المنطقة، والتي تستهدف تأجيج الخلافات الطائفية والمذهبية، وهي الصراعات الناجمة عن تهميش بعض المذاهب أو الطوائف وإقصائها"، معرباً عن أمله في أن "تتمكن الحكومة العراقية الجديدة من تحقيق التوازن الشامل بين أطياف الشعب العراقي كافة". وحذّر السيسي من تبعات "انخراط المقاتلين الأجانب في بعض دول الصراع بمنطقة الشرق الأوسط، ولاسيما سورية والعراق، ودورهم في تأجيج الصراع من جهة، فضلاً عما يمثلونه من خطر حال عودتهم إلى دولهم الأصلية من جهة أخرى". من ناحيته، أشار كيري إلى أن هناك "بعض المواضيع التي قد تمثل عائقاً في بعض الأحيان أمام استئناف التعاون بين مصر والولايات المتحدة، والتي يأتي في مقدمتها الشقّ الحقوقي الخاص بحرية التعبير عن الرأي، واحتجاز ومحاكمة بعض الصحفيين، وهو الأمر الذي يحول في بعض الأحيان دون قيام الكونغرس بالتصديق على المساعدات الأميركية المُقدّمة إلى مصر". وفي هذا الصدد، أوضح السيسي أن مصر "تؤسس لدولة القانون التي تحترم القضاء ولا تعقّب على أحكامه، كما تحترم وتطبق مبدأ الفصل بين السلطات، وأنها حريصة في الوقت ذاته على تطبيق دستورها الجديد، بكل ما يحمله من حقوق وحريات والتزامات أقرّها الشعب المصري". وعلى صعيد آخر، أشار كيري إلى أن "استراتيجية مكافحة الإرهاب يتعيّن ألا تقتصر على الجانب الأمني والعسكري، لكن تشمل أيضاً الجانب الديني والثقافي، إذ اتفق الجانبان على "أهمية تفعيل دور الأزهر الشريف في التعريف بخطر الجماعات المتطرفة، وإيضاح مخالفتها لحقيقة الدين الإسلامي، والعمل على نشر قيم الإسلام الحقيقية"، معتبراً أن مصر بمثابة "مفتاح منطقة الشرق الأوسط". وأوضح السيسي أن العامل الاقتصادي والتنموي "يجب أن يحتل أهمية كبيرة في استراتيجية مكافحة الإرهاب، إذ أن الفقر يمثل بيئة خصبة لنمو الإرهاب والفكر المتطرف، ومن ثم فإنه من الأهمية بمكان أن يعمل المجتمع الدولي على تحسين الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية لدول المنطقة، فضلاً عن تجفيف منابع الدعم المالي المقدم للجماعات الإرهابية من قبل بعض الأطراف". وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أشار بدوي الى أن الجانبين توافقا على ضرورة التوصل إلى "تسوية نهائية" للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الممتد، معتبرين أن تلك التسوية "هي السبيل الوحيد للحيلولة دون تكرار ما حدث في غزة، أخيراً، كما أنها تُعدّ عاملاً مهماً "للقضاء على البيئة المواتية لنمو الإرهاب والفكر المتطرف". وعوّل كيري على الدور المصري لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، في حين أكد السيسي "حرص مصر على تحقيق أمن واستقرار المنطقة، واستعدادها الدائم لبذل الجهد في هذا الصدد"، مشدداً على أهمية توافر الإرادة السياسية للتسوية لدى أطراف الصراع. وكان كيري اعتبر، خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن "مصر تقف في الخطوط الأمامية في القتال ضد "الإرهاب". ويزور كيري القاهرة، في إطار جولة في المنطقة لحشد التأييد لخطة الرئيس الأميركي باراك أوباما، بتوجيه ضربات على جانبي الحدود السورية العراقية لدحر مقاتلي "داعش"، وتشكيل تحالف لاحتمال شنّ حملة عسكرية في قلب منطقة الشرق الأوسط.