أحيت قوى 14 آذار ذكرى مرور أربعين يوماً على استشهاد اللواء وسام الحسن ومرافقه المؤهل أحمد صهيوني بمهرجان حاشد في طرابلس أمس، شارك فيه ممثل الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري مدير مكتبه نادر الحريري وعدد من نواب كتلة «المستقبل» وقوى 14 آذار. وألقيت كلمات أشادت بمزايا الحسن، منددة بالحكومة اللبنانية وب «حزب الله» وحلفائه. واستهل الاحتفال بكلمة لممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي العميد، إبراهيم بصبوص، نقل فيها اعتذار ريفي عن عدم الحضور لأسباب أمنية. وخاطب الحسن بالقول: «نعاهدك أن تبقى شعبة المعلومات التي أسستها واستشهدت من أجلها شامخة وفاعلة لحماية الوطن والحفاظ على وحدته واستقلاله وحفظ أمن المواطنين وحقوقهم وحرياتهم. سنستمر في متابعة التحقيقات حول اغتيالك مهما كلفنا ذلك». ثم تحدث سراج الحسن باسم العائلة، وشكر رئيس الجمهورية ميشال سليمان على مواقفه بعيد استشهاد الحسن، كما شكر الحريري لمواساته العائلة، وكذلك المؤسسات العسكرية. وسأل: «أين هي نتائج التحقيقات. سمعنا من تحت الطاولة من يقول: سننتظر الوقت المناسب، وإننا نتريث خوفاً على السلم الأهلي. ونحن نقول لماذا لم ينتظر القاتل المجرم الوقت المناسب، ولماذا لم يحرص هو على السلم الأهلي. ماذا كان يفعل وسام سوى الحفاظ على الأمن والسلم الأهلي وصيغة العيش المشترك؟». وسأل: لماذا لم تحل القضية على المحكمة الدولية؟ نحن لم نتهم أحداً، إنما هم اتهموا أنفسهم». وبعده تحدث النائب نهاد المشنوق، وخاطب الرئيس سليمان «المؤتمن على الدستور»، وقال: «ليس عندي لك إلا التقدير الصادق لوطنيتك»، وعدّد شهداء الأجهزة الأمنية والعسكرية، سائلاً: «ماذا حقق لهم الحوار يا فخامة الرئيس. هناك دعوتان للحوار رائجتان هذه الأيام، الأولى في سورية على جثث 40 ألف شهيد، وواحدة في لبنان على دم اللواء وسام الحسن. في الدعوتين القاسم المشترك هو الاستسلام للقتل. وهذا لن يحدث مهما كلف الثمن. لن نعود إلى طاولة الحوار إلا بعد استقالة حكومة الاغتيالات هذه وتحت عنوان واحد أن لا سلاح إلا بإمرة الدولة». وأردف: «يا دولة الرئيس نجيب ميقاتي، ألم تتعب بعد من وسطية نصف الكلمة ونصف الموقف. لا وسطية بين المجرم والضحية، والحقيقة والكذب، ما زلت منتحلاً للصفة. تتكبر على موت وسام وموتنا المحتمل وتشيح بسمعك عن فحيح الفتنة التي بت شريكاً فيها منذ اليوم الأول لرئاستك حكومة سماحة - المملوك». وتابع: «ألم تقل إن اغتيال وسام يرتبط بملف تفجيرات محور السم. ماذا فعلت بالتحقيقات، أين صارت محاكمة قتلة الشيخ أحمد عبدالواحد ورفيقه؟ ماذا حدث لشجاعة القاضي الذي يتمهل في إصدار القرار الاتهامي في قضية سيادية كادت أن تحدث فتنة في شمالك العزيز؟». وخاطب الأمين العام ل «حزب الله» حسن نصرالله قائلاً: «لا نرى في نصك السياسي غير الإهانة والظلم والقهر باعتبارك الوحيد القادر على هذه الفضائل في لبنان وسورية، وتصر على أن التاريخ لا يكتب إلا بإصبعك المرفوعة علينا وأن الدولة هي المربع الأمني لسلاحك وكل الجرائم». وقال: «سيقولون إن جريمة مشاركتهم في القتال إلى جانب سفاح دمشق تساوي دعمنا لحرية سورية. لا مساواة بين الثائر والقاتل. حرية الشعب السوري مصلحة وطنية لبنانية». وقال النائب سمير الجسر إن الحسن «لم يعمل للعبيد من دعاة الممانعة. قتلوه لأنه عمل على تطوير جهاز أمني ليكون غطاء للوطن. وهم يريدون الجهاز مسخراً والوطن مكشوفاً، قتلوه لأنه كشف أكثر من 30 شبكة تجسس إسرائيلية، والمطلوب أن يبقى الأمر مستوراً ولو طاولت يد الغدر الإسرائيلية البلد. قتلوه لأنه تجرأ على كشف جريمة سماحة - مملوك وحال دون نقل الفتنة والصراع إلى لبنان، في حين أن المطلوب إغراق لبنان في أتون الحرب الطائفية والمذهبية، قتلوه لأنه بات يعرف الكثير والمطلوب أن يبقى الناس صماً بكماً عمياً لا يفقهون». وتحدث مفتي عكار الشيخ أسامة الرفاعي الذي انتقد «فريقاً أبى إلا أن يكون ظالماً، وأن يتذرع بفعل ممانعة كاذبة ليغتال سلمنا وأمننا ووحدتنا، فكان فعله أن يغتال العلم الكبير في أمن لبنان والمنطقة اللواء الحسن»، وقال: «اتشحوا بسواد قلوبهم وأفعالهم والدماء التي يسفكونها في لبنان وسورية الثورة. هناك يؤدون الواجب الجهادي ويتغافلون عمداً عن عمالة من يعيش معهم ويتهمون الآخرين. إذا كنا نتغنى بما وقع مع الإمام الحسين المظلوم مع أهل بيته، كيف للتابع أن يكون مخالفاً لسيده وإمامه، وأن يقف مع الظالم ضد المظلوم، مع شبيحة الأسد ضد أطفال سورية؟». ووجه النائب محمد كبارة تحية تأييد إلى «ثورة الشعب السوري العظيم على نظام الطاغية الأسد المتهاوي الذي صار أسيراً حتى في دمشق، فيما يتقدم الثوار في اتجاه مطارها الدولي». وأكد أن «إسقاط الحكومة حق نمارسه وواجب جهادي نؤديه. قضيتنا هي وقف القتل والاقتصاص من القتلة، وإسقاط الحكومة تفصيل صغير في مسار الاقتصاص من القتلة. وليكن واضحاً بعد سقوط هذه الحكومة لن نشارك في أي حكومة مع التقلة لأننا لا نريد أن نكون شركاءهم». واعتبر أن «زمن تسوية الدوحة ولى إلى غير رجعة. لن نقبل بالقتلة لصوصاً في الإدارة يسرقون عائدات المطار والمرافئ والكهرباء ويزورون الأدوية ويستوردون الغذاء الفاسد وشهادات الصيدلة. ونريد محاكمتهم ومعاقبتهم بموجب القانون». وتحدث النائب أحمد فتفت عن الحسن، وقال: «أنت أشرف الناس وأنت المقاومة الحقيقية، وهم المقاومة المزورة التي تحولت من وجه إسرائيل إلى ميليشيا تسعى للسلطة، وفرّخت على جوانبها مافيات متعددة. شقيق وزير يهرب الدواء وربما يموله الحزب. وشقيق نائب يصنع الكابتاغون وأدوية مخدرة ربما بتمويل الحزب... وفوق ذلك يدعون إلى الحوار. عن أي حوار نتحدث ومع من؟ حوار الكذب والنفاق؟ يوافقون على المحكمة الدولية ثم يتراجعون، يوافقون على ترسيم الحدود مع سورية ثم يتراجعون. بقيت نقطة واحدة للحوار وليس لنا غيرها هي الاستراتيجية الدفاعية وسلاح حزب الله». وقال إن «من يحمي القتلة هو قاتل. نعلم أن لديكم شركاء مثل الجنرال عون الذي هدد بأن لديه ملفات سيظهرها، جنرال أظهر ملفاتك، فليس لديك إلا ملفات فضائح صهرك وقريبك»، مؤكداً أن «استشهاد الحسن فتح المعركة لاستقلال لبنان الثالث. نعرف أنكم قتلتم الكثيرين لكننا سنجابهكم بمقاومة مدنية». وأخيراً تحدث الأمين العام ل «تيار المستقبل» أحمد الحريري، وقال: «لا ننحني للمجرمين والقتلة ولا نستسلم لمؤامرات المتآمرين»، وخاطب الحاضرين بالقول: «جئنا لنقسم أمامكم إننا في تيار المستقبل لن يهدأ لنا بال قبل إنزال القصاص العادل بقتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري والشهيد وسام الحسن». وزاد: «الرئيس سعد (الحريري) يقول لكم إنه سيبقى الأمين على مسيرة رفيق الحريري ولن يستكين قبل أن تترسخ قواعد العدالة في لبنان، وأن لبنان سيكون بخير ومسلسل القتل والإرهاب والاغتيال لن يتمكن منا»، معتبراً أن «التاريخ لن يرحم من يتولى التغطية على الجريمة. سعد الحريري يؤكد أن الثورة السورية ستنتصر ونظام بشار الأسد آيل للسقوط. ولن تستطيع أي قوة في الكون أن تحميه، لا روسيا ولا إيران ولا أي مرتزقة من هنا وهناك». ووجه «تحية منا إلى أبطال الجيش السوري الحر وكل ثوار سورية، وإلى الشعب السوري البطل الذي يكتب بدمائه يومياً مستقبل الحرية في سورية». وقال: «بشار الأسد كان يتباهى أمام القطريين والأتراك والفرنسيين بأنه خلع سعد الحريري من رئاسة الحكومة والشعب السوري سيتباهى بخلع بشار الأسد الذي سمى نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة ونحن عندما نطالب بإسقاط الحكومة، نطالب بإسقاط حكومة رعاها بشار الأسد». وخاطب «حزب الله» بالقول: «ليتهم استخدموا طائرة أيوب وأخواتها لمراقبة ميشال سماحة وللتجسس على مزوري الأدوية وشبكات تهريب البضائع من المرافئ اللبنانية وذاك السوس الذي ينخر عظام البيئة الحاضنة للممانعة المقاومة».وأكد أن «ثمن دم الحسن سيكون سحقهم» في الانتخابات النيبابية المقبلة.