دحض النائب اللبناني في كتلة المستقبل خالد الضاهر الاتهامات الموجهة إلى المملكة، بدعمها المعارضة، مستحضرا شواهد تؤكد حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على تهيئة الاستقرار، وإخراج لبنان من أتون الحرب الأهلية، ومؤكدا أن عامل الفوضى والقتل والإرهاب يعود إلى النظام السوري وإيران وحزب الله، وتفريط حكومة ميقاتي التي افتضح أمرها للعيان بعد اغتيال اللواء وسام الحسن. وفيما توصلت عمليات البحث إلى مصدر رسالة الهاتف المحمول التي تلقاها الضاهر، بتهديده بالاغتيال، بأنها من شخص سوري يدعى «حيدر الأسد».. أبدى يأسه من الحكومة في تعقب المخلين بأمن لبنان واستقراره، وقال «بل هي ضالعة في حماية القتلة والإرهابيين».. فإلى نص الحوار: • تلقيت تهديدات مؤخرا بالاغتيال هل توصلت التحقيقات لمعرفة حقيقتها؟ • منذ فترة طويلة ونحن مهددون بالاغتيال والتصفية، وتحديدا منذ اندلاع الثورة السورية، فوصلتنا مؤخرا رسائل هاتفية تهددنا بالقتل، فأعلمنا الجهات المختصة، لكن للأسف هناك حالة لامبالاة من الحكومة بأمننا، مع أن هذه التهديدات لن تخيفنا مطلقا، ونحن مستمرون بدعمنا المعنوي والإنساني للثورة السورية، ومستمرون بحربنا ضد سلاح الفتنه الذي يحمله حزب الله. • كيف تنظر إلى التردد الدولي تجاه تغيير الحكومة؟ وماهي أجواء لقاء الرئيس السنيورة مع الفرقاء العرب والأجانب؟ • كل دولة لها موقف مبدئي من أي بلد صديق أو شقيق، فهي تدعو إلى استقرار هذا البلد، وإلى عدم تعطيل الحياة السياسية، والحفاظ على الأمن والاستقرار، ويحاول فريق 8 آذار ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن يصور الحكومة بأنها عامل استقرار، وهي سبب في انفلات الأمور، في حين أن كل الدول أصبحت على معرفة أن هذه الحكومة تعطل البلد، و تزعزع الاستقرار؛ بدليل ما يجري من محاولات اغتيال، مثل التي تعرض لها النائب بطرس حرب، والدكتور سمير جعجع، ومنها المخطط الكبير الذي كان يقوم به بشار الأسد من خلال اللواء علي المملوك، وميشال سماحة والذي كان يستهدفني شخصيا، وعددا من النواب، وحتى استهداف العديد من المواطنين لزرع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، وضرب الاستقرار. فهذه الحكومة أرادت أن تكذب على اللبنانيين بأنها تعمل على الاستقرار، ولكن على أرض الواقع، وبعد لقاءات مع ممثلي وسفراء الدول العربية أوضح الرئيس فؤاد السنيورة وقيادات قوى 14 آذار الصورة للسفراء وحقيقة الوضع على أرض لبنان. وأن هذه الحكومة لا تساهم في الاستقرار، بل هي عامل فوضى، لأن أداءها على كل المستويات سيئ. لك أن تتخيل حكومة تحجب البيانات عن الأجهزة الأمنية، ولا تسلم المجرمين المتهمين، سواء المتهمين بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب، أو الأربعة المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، عبر ما طلبته المحكمة الدولية، وبالتالي فإن المجتمع الدولي بات يدرك أن هذه الحكومة أصبحت عبئا كاملا على كل المستويات. • وماذا تريد قوى 14 آذار تحديدا في هذه المرحلة؟ • قوى 14 آذار يهمها استقرار البلد، لذلك كان طرحها من البداية رحيل هذه الحكومة التي لا تحمي أبناءه ولا القيادات فيه، وثمة اتهام من قبل 14 آذار لهذه الحكومة بأنها هي التي كشفت اللواء وسام الحسن، وهي التي تترك البلد بحالة انكشاف أمام مخططات الرئيس السوري، وهي التي لا تتخذ الإجراءات لفضح الممارسات التي تهدد لبنان مثل المتفجرات التي أتى بها ميشال سماحة، فلماذا وزير العدل يرفض عرض هذه المتفجرات على الإعلام والرأي اللبناني؟ إذن ثمة قرار اتهامي وظني من المحكمة بحق ميشال سماحة.. فلماذا التباطؤ؟ ولماذا لا يتم اتخاذ قرارات بشأن تواطؤ علي مملوك ومستشارة الأسد بثينة شعبان بأسرع وقت؟ هذه التساؤلات هي التي تدفع قوى 14 آذار للطلب بشكل جازم ووضع موقف ثابت أن لا حوار لا مع الحكومة ولا مع 8 آذار قبل رحيل الحكومة، ولا نطالب حكومة لفريقنا، إنما نطالب بحكومة إنقاذية تعمل على سيادة لبنان وحمايته، لذا اتخذت قوى 14 آذار قرار السير نحو الآخر في موضوع الحكومة، وستكون هناك اعتصامات وتظاهرات وصولا إلى العصيان المدني، كي تنكشف هذه الحكومة أمام الرأي العام، في وقت لا يمكن فيه قبول العيش مع حكومة تحمي القتلة، وأفرقاء منها يقتلون شخصيات لبنانية، ومتهمون في جرائم قتل كبرى. • هناك من يتهم المملكة بالوقوف إلى جانب المعارضة.. فكيف تقرأ ذلك؟ • ثمة تاريخ يشهد للمملكة أنها كانت دائما مع لبنان كدولة ومؤسسات وحكومة، وكانت خير معين في الأيام الصعبة، والأمثلة كثيرة، من اتفاق الطائف، ودعم الحكومة، وهي التي كانت تدعم لبنان أيام الاحتلال الإسرائيلي، وهذا الدعم هو الذي أمن صمود لبنان الاقتصادي والمالي والسياسي، والشائعات التي تتهم المملكة هي للأسف من قبل من يتدخل في شؤون لبنان، سواء النظام السوري، أو إيران. ولا أعتقد أن المملكة متهمة بضباط يعملون على خطف معارضين في لبنان، وليس في لبنان مسؤولون من المملكة يريدون تقويض الأمن، بينما النظام السوري يملك ضباطا يعملون على تقويض الأمن، وسفارة أصبحت بؤرة للإرهاب والخطف والانتهاكات والاعتداءات أدى إلى سقوط 25 ضحية لبنانية بقذائف ورصاص الجيش السوري، وبالنسبة لإيران فالحرس الثوري يسرح ويمرح في لبنان، وهم يعتبرون أن السلاح لدى حزب الله هو سلاح إيراني، فيتحرك وفق الأجندة الإيرانية، إنما المملكة يشهد لها الجميع أنها تقدم للبنان مساعدة أخوية خالصة، ولا تريد منه أي مساندة أو أي أجندة لتحقيق مصالح أو مكاسب لها في المنطقة. • أخيرا.. ما قراءتك لعملية اغتيال اللواء وسام الحسن؟ • لاشك أن الخسارة في استشهاد اللواء وسام الحسن كبيرة وخطيرة، وبفقدانه يفقد لبنان رجلا وعقلا أمنيا، وصاحب رؤية وقدرة على متابعة كافة القضايا، والدليل إنجازاته التي كشفت شبكات الإرهاب والعملاء، والمخططات التي كانت تستهدف لبنان، سواء كانت مخططات النظام السوري الإرهابية، أو عملاء إسرائيل من داخل التيار الوطني الحر، وكوادر في حزب الله.