فتحت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي) تحقيقاً مفصلاً في أداء مديرها المستقيل ديفيد بترايوس، الذي واجه أمس مزيداً من أسئلة أعضاء الكونغرس في جلسات مغلقة عقدت من أجل توضيح ظروف الاعتداء على القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي الليبية في 11 ايلول (سبتمبر) الماضي، واحتمال ربط الاعتداء بعلاقته مع الكاتبة بولا برودويل، والشبهات المتداولة حول تسريبه وثائق سرية لها. وأوضحت «سي آي إي»، أن تحقيقها سيُركز على كشف ما إذا كان بترايوس استخدم منصبه أو مالاً عاماً خلال علاقته مع برودويل، مثل استخدام طائرات خاصة أو تراخيص أمنية، وكذلك إمكان استحواذ برودويل على معلومات سرية مصدرها الجنرال المستقيل، علماً أن محققي مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) عثروا خلال تفتيشهم منزل برودويل في نورث كارولينا على وثائق سرية محفوظة في جهاز الكومبيوتر الخاص بها، من دون أن يستطيعوا تأكيد أن مصدر الوثائق هو بترايوس، الذي نفى إعطاءها وثائق سرية. وكان لافتاً تبرير وزير العدل إريك هولدر عدمَ اطلاع الوزارة البيتَ الأبيض أو الكونغرس على تحقيق «اف بي آي» الخاص ببترايوس، والذي عاد إلى أسابيع سابقة، بانعدام وجود «تهديد للأمن القومي»، وبالتالي الانتظار حتى استقالته الجمعة الماضي. وفيما تستمر التساؤلات في الأوساط السياسية الأميركية عن توقيت الاستقالة، ونوع الوثائق التي قد تكون في حوزة برودويل، شارك بترايوس أمس، في جلسات مغلقة عقدتها لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ حول ظروف اعتداء بنغازي، وهدف ذلك إلى توضيح ملابسات مقتل 4 ديبلوماسيين أميركيين بينهم السفير كريستوفر ستيفنز، و «الالتباس» الناتج من ربط الاعتداء بتظاهرات الاحتجاج على الفيلم الأميركي المسيء للإسلام، أو بعملية لجماعة «أنصار الشريعة». وقالت رئيسة اللجنة ديان فاينشتاين، إن «الجنرال بترايوس زار طرابلس، واجتمع مع ناس معنيين بالحادث، لذا من المهم جداً معرفة وجهة نظره، وتفاصيل رد فعل الوكالة خلال الهجوم». وأدت تساؤلات تتعلق بمستوى الأمن والرد على الهجوم والتصريحات العلنية الأولية للإدارة، إلى خلاف بين الجمهوريين والرئيس الأميركي باراك اوباما حول موضع الخطأ. وشاهد أعضاء اللجنة شريط فيديو لكل مراحل الهجوم، التقطت مقاطعه كاميرات في محيط القنصلية الأميركية في بنغازي وطائرة استطلاع من طراز «بريديتور». واستمعت اللجنة أيضاً إلى شهادات مسؤولين كبار في الاستخبارات، بينهم مدير «سي آي إي» بالوكالة مايكل موريل، ومدير الاستخبارات القومية جيمس كلابر، ومدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب ماثيو أولسن، ونائب مدير «أف بي آي» شون جويس، ومساعدة وزيرة الخارجية لشؤون الإدارة بات كنيدي. كما عقدت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب جلسة علنية مع خبراء غير حكوميين في شأن هجوم بنغازي، وقالت رئيستها النائبة الجمهورية إليانا روس ليتنين في بيان، إن «الهجوم الوقح والمنسق والمدبر ضد القنصلية الأميركية في بنغازي، كان عملاً شائناً، على غرار سلسلة الروايات المتضاربة والمحزنة حوله التي تلقيناها من مسؤولي الإدارة خلال الأسابيع التالية». وأضافت «تكشف المعلومات المتلاحقة فشل الإدارة في توفير الحماية المناسبة للقنصلية الأميركية، ورفضها طلبات القنصلية باتخاذ إجراءات أمن إضافية». وستجرى جلستا استماع أخريان مغلقتان في مجلس الشيوخ، قبل عقد جلسة استماع علنية في كانون الاول (ديسمبر) المقبل، تشهد نشر الكونغرس نتائج تحقيقه، علماً أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستدلي بشهادتها أمام الكونغرس في الشهر ذاته، بعد استكمال مراجعة أطلقتها الخارجية.