اكد الرئيس الأميركي باراك أوباما دعمه لقائد قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان الجنرال جون آلن، بعد ربط اسمه بفضيحة العلاقة خارج إطار الزواج التي أجبرت مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي أي» ديفيد بترايوس على الاستقالة. وصرح الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني بأن «الرئيس يقدر كثيراً الخدمات الكبيرة التي قدمها الجنرال آلن لبلاده، والعمل الذي انجزه في أفغانستان، وهو يثق به»، علماً أن اسم الجنرال آلن أدرج في التحقيق بعد العثور على مراسلات «غير لائقة» بينه وبين جيل كيلي التي قادت مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) إلى العشيقة السابقة لبترايوس الكاتبة بولا برودويل. وأيضاً، دعا وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إلى عدم استخلاص نتائج متسرعة، مؤكداً أن الجنرال «لا يزال يحظى بثقته»، فيما اعلن مسؤول كبير في البنتاغون أن الجنرال ينفي إقامة أي علاقة جنسية مع كيلي (37 سنة) التي تنشط اجتماعياً في فلوريدا، لكن «الحجم الكبير» للمراسلات يطرح تساؤلات كبيرة. وقبل انتقاله إلى أفغانستان تولى آلن منصب نائب القيادة الأميركية للشرق الأوسط وجنوب غربي آسيا ومقرها تامبا (فلوريدا). وكان يفترض أن يحضر آلن جلسة استماع أمام الكونغرس هذا الأسبوع، من اجل تثبيت ترقيته إلى منصب القائد الأعلى لقوات الحلف الأطلسي في أوروبا، لكنه سيعود الآن إلى كابول ويلازم منصب قائد الحلف في أفغانستان حتى انتهاء التحقيق. ويأتي التحقيق في قضية كيلي في وقت حساس جداً بالنسبة إلى آلن والبنتاغون اللذين يحضران توصياتهما إلى البيت الأبيض حول عدد القوات الأميركية التي يفترض أن تبقى في أفغانستان حتى موعد انسحاب القوات الأجنبية القتالية بحلول نهاية 2014. كما أن توقيتها لا يناسب أوباما الذي يجب أن يبت بعد أسبوع على فوزه بولاية رئاسية ثانية في تعيينات تشمل مناصب أساسية ستشغر في إدارته، وعلى رأسها منصب وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. إلى ذلك، دعا أعضاء في الكونغرس بترايوس إلى الإدلاء بشهادته في قضية الهجوم على القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي الليبية في 11 أيلول (سبتمبر) الماضي، رغم استقالته الجمعة الماضي. وكان من المقرر مثول مايكل موريل، نائب بترايوس في «سي أي آي» أمام لجنتي الاستخبارات في مجلسي النواب والشيوخ، لكن أعضاء الحزبين الديموقراطي والجمهوري دعوا المدير السابق ل «سي أي آي» إلى الحضور شخصياً، خصوصاً بعدما كشفت وسائل إعلام انه توجه بنفسه إلى ليبيا نهاية تشرين الأول (أكتوبر) للتحقيق في الهجوم. ويعتزم أعضاء الكونغرس أيضاً توضيح أسباب عدم تعزيز إجراءات الأمن في قنصلية بنغازي، وإذا كانت الإدارة تحركت بسرعة لإرسال تعزيزات ليلة الهجوم الذي تزامن مع ذكرى اعتداءات 11 أيلول 2001. وينتقد الجمهوريون إدارة أوباما والسفيرة لدى الأممالمتحدة سوزان رايس، بسبب إعلانهما في مرحلة أولى أن الهجوم نتج من تظاهرة تحولت إلى أعمال عنف، ولم يكن اعتداءً مخططاً له. وقالت الرئيسة الديموقراطية للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ديان فينشتاين: «هل كان يجب أن نعرف أن الهجوم إرهابي قبل انقضاء عشرة أيام. جوابي هو نعم، بالتأكيد». وتساءل السناتور الجمهوري ماركو روبيو: «لماذا شرحت سوزان رايس خلال الأيام الأولى أن الاعتداء نتج من تظاهرة عفوية ضد شريط فيلم مسيء للإسلام نشر على يوتيوب، وليس هجوماً إرهابياً مخططاً له؟» وتابع: «يجب أن نستمع إلى رواية وزيرة الخارجية كلينتون وبترايوس. خفض رتبة جنرال وفيما يعاني الجيش الأميركي من فضيحتي بترايوس وآلن، أعلن بانيتا خفض رتبة الجنرال وليام وارد، القائد السابق للقوات الأميركية في أفريقيا، بسبب تبديده أموال دافعي الضرائب في رحلات انفق عليها ببذخ، مؤكداً أن البنتاغون سيسعى إلى تحصيل آلاف الدولارات منه. وأظهر تحقيق استخدام وارد طائرته العسكرية في رحلة خاصة إلى برمودا لقضاء ليلة مع زوجته، لذا طالبه البنتاغون برد 82 ألف دولار أنفقها في هذه الرحلة. ورغم خفض رتبة وارد إلى ثلاثة نجوم ومكافأة تقاعده فسيحصل على معاش تقاعد يزيد على 200 ألف دولار سنوياً.