يمثل المدير المستقيل لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) الجنرال ديفيد بترايوس أمام مجلس الشيوخ اليوم، في جلسة استماع تتناول اسئلة متشعبة حول الاعتداء على القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي الليبية في 11 ايلول (سبتمبر) الماضي، وتداعيات الفضيحة الجنسية التي أطاحت الجنرال من منصبه وشغلت الأوساط السياسية في واشنطن. وفيما رفض الرئيس باراك اوباما أمس الخوض في أسماء المرشحين لخلافة بترايوس والتعيينات الجديدة، يبدو ان السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس والسناتور جون كيري يتنافسان على حقيبة وزارة الخارجية. ومع تواصل التسريبات الالكترونية حول علاقة بترايوس بكاتبة سيرته الذاتية بولا برودويل من جهة، وتلك المحيطة بقائد قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في افغانستان الجنرال جون الن والمرأة «المغرية» جيل كيلي، أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) «استمرار ثقتها» بآلن الذي يجري التحقيق معه في طبيعة مراسلاته مع كيلي. ورصدت الصحافة كيلي، التي تتحدر من أصول لبنانية، وهي «تتابع الفضيحة» في منزلها بفلوريدا، فيما لجأت برودويل الى منزل شقيقها في العاصمة واشنطن، بعيداً من اضواء الاعلام. أما بترايوس، أحد ألمع القادة العسكريين الأميركيين في التاريخ الحديث، فيمثل اليوم أمام الكونغرس في جلسة استماع تتناول اعتداء بنغازي الذي اسفر عن مقتل 4 ديبلوماسيين اميركيين، ونوع المعلومات التي توافرت لدى «سي آي أي» قبل الاعتداء، وسبب فشل التحضيرات الأمنية في احباطه. ويتوقع أن تتضمن الأسئلة أيضاً علاقة الجنرال ببرودويل، وهل سرّب لها وثائق سرية خلال علاقتهما التي استمرت نحو سنة ونصف سنة. وفي تسريبات جديدة عن فضائح رسائل، بعثت برودويل من بريد الكتروني مزيف رسائل الى الجنرال آلن، حذرته فيها من كيلي و «اغراءاتها» للايقاع بالجنرالات، وأيضاً رسائل من كيلي الى آلن أبدت فيها اعجابها باطلالاته التلفزيونية. وفيما رفض اوباما خلال مؤتمر صحافي أمس، الخوض في أسماء التعيينات الجديدة والمرشحين لخلافة بترايوس، تصدّر لائحة المرشحين للمنصب نائب مستشار الأمن القومي جون برينان الى جانب النائب السابق جاين هيرمان ومايكل موريل نائب بترايوس. أما في الحقائب الأخرى، فتتنافس رايس وكيري على منصب وزير الخارجية، مع افضلية جزئية لرايس، على رغم الجدل الذي أثاره عدم ربطها اعتداء بنغازي بتنظيمات ارهابية. وستواجه رايس في حال تسميتها أسئلة كثيرة من الكونغرس، خصوصاً بعدما اعتبر السناتور الجمهوري جون ماكين أمس انها «غير مؤهلة» لتولي المنصب، وتأييد السناتور ليندسي غراهام هذا الرأي. وأشارت صحيفة «واشنطن بوست» الى أن اوباما قد يسترضي كيري عبر تعيينه وزيراً للدفاع، في حال منح رايس وزارة الخارجية. ويبرز اسم السناتور الجمهوري السابق تشاك هاغل ضمن المرشحين لوزارة الدفاع الى جانب المسؤولة السابقة ميشيل فلورنوي المقربة أيضاً من اوباما. وأعلنت زعيمة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي عزمها البقاء في منصبها، رغم بلوغها 72 سنة من العمر، وعدم نيل حزبها الأكثرية. وهي تعتبر من المتمرسين في المفاوضات التشريعية، وساعدت اوباما في تمرير مشروع الضمان الصحي، انجازه الأكبر خلال ولايته الأولى. ويتفرغ الكونغرس اليوم لمفاوضات محورية للاتفاق على مشروع حول الموازنة والضرائب قبل نهاية السنة.