أكد وزير الخارجية البحريني خالد آل خليفة، أن دول مجلس التعاون الخليجي ستجري حواراً مع الصين في الفترة المقبلة، موضحاً بعد اجتماعه أول من أمس مع وزير الخارجية الروسي، أن نقاط الاختلاف بين دول مجلس التعاون وروسيا هي نابعة من سوء الفهم، وأن دول المجلس تريد أن تبدأ من النقطة الأخيرة التي هي صوت الشعب السوري، فيما أكد أن الدول التي تلعب في سورية لم ولن ندعوها إلى الحوار. وكانت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية جددت أول من أمس موقفها من الأزمة السورية ونظام الرئيس بشار الأسد، معتبرة أن هذا النظام فقد شرعيته، وجدد وزير خارجية البحرين خالد آل خليفة هذا الموقف، بعد الاجتماع الذي جمع في الرياض أمس وزراء خارجية الخليج ونظيرهم الروسي سيرغي لافروف. وأجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثات أمس مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، رجح ديبلوماسيون غربيون في الرياض أنها تركزت على البحث في أوضاع سورية، على رغم أن الوضع السوري لم يكن ضمن بنود الاجتماع حين تم الاتفاق على عقده بين الجانبين قبل نحو شهرين. وبدأ لافروف محادثاته في العاصمة السعودية باجتماع استغرق أكثر من ساعة مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل، ولم يدلِ أي منهما بتصريحات بعد انتهاء محادثاتهما، وقالت مصادر ل«الحياة» إن السعودية شددت على موقفها الداعي إلى وقف النزاع والقتل في سورية، ورجّحت أن يكون حوار لافروف والفيصل تطرق إلى اتفاق الدوحة الذي أسفر الأحد الماضي عن توحيد غالبية فصائل المعارضة السورية، من خلال الائتلاف الوطني السوري الذي اعترفت به القوى الغربية الكبرى ودول مجلس التعاون وجامعة الدول العربية. وعقب الاجتماع، جدد وزير خارجية البحرين الشيخ خالد آل خليفة موقف دول مجلس التعاون، بأن بشار الأسد فقد شرعيته بسبب ممارسات القتل بحق أفراد شعبه. وقال لافروف إن من الضروري تطوير إعلان جنيف، بالضغط على الأطراف المتقاتلة في سورية لتطبيقه، وأعرب عن ارتياحه إلى أن نظراءه الخليجيين ينظرون إلى إعلان جنيف باعتباره قاعدة جيدة. وأضاف أن الأعمال البشعة في سورية تأتي من الجانبين «وهو ما يؤلمنا جميعاً». ورأى أنه لذلك يجب أن تكون الأولوية لوقف سفك الدماء. وأشار إلى اقتناع بلاده بأن الحل في سورية يتم من خلال تشكيل الهيئة الانتقالية التي أوصى بها إعلان جنيف، إضافة إلى ضمان سلامة وسيادة الأراضي السورية. وأكد أن إعلان جنيف يضمن لكل الفئات السورية حقوقهم السياسية والاقتصادية ومكانة مناسبة في النظام السياسي. وقال وزير الخارجية الروسي إنه مهما كانت شدة الأزمة السورية فهي لا يجوز أن تطغى على أهمية القضايا الأخرى كالقضية الفلسطينية. وذكر رداً على سؤال في مؤتمر صحافي أعقب المحادثات الخليجية - الروسية ليل أمس، أن ربط حل الأزمة برحيل الأسد معناه أن سفك الدماء سيستمر، وأكد أن موسكو تسعى إلى توحيد صفوف المعارضة السورية، وأشار إلى أن بلاده ستدرس وتحلل الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الدوحة بين المعارضين السوريين، وقال إن موسكو لاحظت أن اتفاق الائتلاف الوطني قائم على شرط إسقاط النظام واشتراط عدم محاورة النظام السوري. وذكر أنه اقترح عقد اجتماع لمجموعة العمل في شأن سورية في نيويورك، لكن نظراءه في المجموعة رفضوا الدعوة. وقال إنه من دون إشراك المعارضة الداخلية السورية من الصعب التوصل إلى الحل الشامل المنشود. وذكر وزير خارجية البحرين أن اجتماع الرياض بحث بشكل رئيس إمكان مساندة الائتلاف الوطني السوري الذي انبثق عن اجتماعات المعارضة السورية في الدوحة، مؤكداً أن إقناع جميع أطياف وكيانات المعارضة السورية بالانضمام إلى اتفاق الدوحة مستحيل. وحول ما إذا كانت روسيا خسرت علاقاتها مع العالم العربي بسبب موقفها حيال سورية، قال لافروف إنه ليس لديه انطباع بأن العرب الذين يلتقيهم يعتقدون بأن روسيا خسرتهم، وأضاف أن الشعوب العربية تعرف مواقف روسيا المتواصلة إزاء مشكلات المنطقة، مثلما يحدث في قطاع غزة، وتمسك موسكو بالشرعية الدولية. وأضاف الشيخ خالد آل خليفة أن اجتماع الرياض هدف أصلاً إلى استمرار الدور الروسي والعلاقات العربية مع موسكو، «فهي دولة مهمة، وبيننا وبينها علاقات تاريخية طويلة».