عقد في الرياض مساء أمس الاجتماع الوزاري المشترك الثاني للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا الاتحادية، وتمحور أساساً حول الأزمة السورية وتطوراتها. وفي مؤتمر صحافي مشترك في ختام الاجتماع، عقده الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني ونظيره الروسي سيرغي لافروف، قال الشيخ خالد ان الجانب الخليجي أصر على وجوب توفير الدعم الدولي للائتلاف السوري للمعارضة الذي انبثق عن اجتماعات الدوحة واعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري. أما لافروف فقد أكد على ضم المعارضة السورية في الداخل للائتلاف وأصر على الجلوس والتحاور مع نظام بشار الأسد. كما تمسك لافروف بمبادئ اتفاق جنيف للانتقال السلمي للحكم في سورية. وشارك في الاجتماع صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ووزير خارجية جمهورية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف، والشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر، والشيخ صباح الخالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة الكويت، والشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية بمملكة البحرين، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة، والوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبدالله. وفي بيان منفصل، ندّد الوزاري الخليجي بالعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة ودعا مجلس الأمن الى تحمل مسؤولياته في ردع المعتدين الإسرائيليين والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. آل خليفة : دول تريد توسعة الخلاف خارج الاطار السوري حضر الاجتماع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية، ووكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير، ومعالي الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، وسفير روسيا الاتحادية المعتمد لدى المملكة الدكتور أوليك أوزيروف، وسفراء دول الخليج العربية لدى المملكة. كما كرر وزير الخارجية الروسي ما قاله الاسبوع الماضي في العاصمة الاردنية عمان بأن تغيير نظام الاسد يعني استمرارية سفك الدماء. وقال في المؤتمر الصحفي نحن لانعتقد ان موسكو تدافع عن نظام بشار الاسد نحن ندافع عن الشعب ، الذين يرون ان مصير بشار هو المهم في هذه القصة فلا بد ان يعرفوا ان سفك الدماء سيستمر لأن بشار الاسد قال انه يريد البقاء في بلاده ويموت فيها ويواصل العمل وهذا هو قراره ولم يفرض عليه . واضاف أن من اولويتنا ان نتجنب سقوط الضحايا .. لابد ان يتفق السوريون انفسهم على ذلك وليس فرضه عليهم. وأشار الوزير إلى ان بلاده كانت هي من دعا إلى اجتماع لمجلس الامن من اجل سوريا، وقال لافروف إذا اطلعنا لجوهر القضية فسوف نعروف ان اول من اقترح لمجلس الامن ان يتدخل في مسألة سوريا هي روسيا وكان ذلك في اغسطس 2011. بالاضافة إلى ذلك وفقنا على قرارين في صدد خطة عنان ومهمة المراقبين. واضاف أما الوضع الراهن فنحن بعد اجتماع جنيف اقترحنا وثيقة جنيف وشركائنا لم يكونوا مستعدين وطلبوا إدخال تعديلات بما فيها تغيير النظام والعقوبات والمواعيد الاصطناعية بتفعيل بعض التهديدات. وعلى هذا الاساس لم يكن من الممكن الوصول لاتفاق ، وأشار لافروف إلى ان موسكو اقترحت اقرار اجماع جنيف في قرار ذي الصلة واقترحنا الالتقاء في نيويورك في اطار مجموعة العمل ، ولكن شركائنا رفضوا هذا الاقتراح للعمل في هذه المجموعة. لافروف : تغيير نظام الأسد يعني استمرارية سفك الدماء من جانب آخر قال وزير خارجية البحرين أن هناك مؤشرات كبيرة واخطاراً حقيقة تجري في المنطقة حول سوريا وهناك احداث في لبنان وتدخلات من دول اخرى في المنطقة في الشأن السوري ، لا تتدخل فقط بالدعم الاعلامي بل بإرسال السلاح والعتاد ... واضاف هنالك دول في المنطقة قد لا يكون لديها اجندة واضحة .. المسألة ليست فقط ان الخطر يأتي من ان النظام السوري رغبة او خطة لإثارة القلاقل في المنطقة ولكن هناك اطرافاً في المنطقة تريد توسعة هذا الخلاف بما هو ابعد مما يجري داخل سوريا. وعن موقف روسيا من الائتلاف السوري الذي اقر في الدوحة مؤخراً أوضح وزير الخارجية الروسي أنه لم يحدث هناك توحيد المعارضة ، بل تم ذلك في اطار المجموعات الممثلة في الدوحة فقط لكن المجموعات الموجودة في سوريا لم تذهب إلى هناك . واضاف نحن نسعى إلى توحيد المعارضة السورية ونلتقي كافة ممثليها في الداخل والخارج ، ونحن نناشد كافة المعارضين ان يتحدوا ويشكلوا طاقم المفاوضات ويتحدوا على اساس الحوار والمفاوضات وعندما نحلل نتائج مؤتمر الدوحة ، الذي يطرح اسئلة متعددة اولها ان ائتلاف المعارضة الذي حدث توحد وأجمع على اسقاط النظام إذ جاء في نص وثيقتها رفض الحوار مع النظام السوري وبالتالي مخالفة ذلك لوثيقة جنيف .لافتاً إلى أنه وبدون المعارضة الداخلية وبدون إشراكها من الصعب ان نجد ان هذه العملية الشاملة ونحن نسعى إلى اشراك المعارضة الداخلية في العمليات الايجابية وليس على اساس رفض الحوار. من جهته قال وزير خارجية البحرين إنه فيما يتعلق بالمعارضة فالدينا حقيقة جديدة ولدينا اجتماع في الدوحة ونتج عنه ائتلاف اعترف بها العالم ، ولكن نحن نعرف ونثق ان هذا الائتلاف يمثل الاغليبة والوزير لا فروف ذكر ان هناك معارضة في الداخل ونحن نريد العمل معاً واليوم جّل حديثنا هو ان مجلس التعاون وروسيا يجب ان يعملوا سوياً على انجاح ما يتطلع إليه هذا الائتلاف وان يتأكدوا ان هذا الائتلاف يسير في الطريق الصحيح وليس في الطريق آخر قد يذهب بنا إلى الخطأ او إراقة الدماء . وشدد لافروف في إجابته عن ان روسيا خسرت العرب بسبب الازمة السورية ، وأشار الوزير الروسي إلا أنه وخلال لقاءته التي اجراها مع أطراف عربية كثيرة وجد منهم اهتماماً بأن تبقى روسيا في المنطقة ويدركون ان المشاكل في المنطقة لا تقتصر على الازمة السورية بل أن هناك مشاكل عدة وأن الشعوب العربية يعرفون تاريخ هذه المشاكل ويعرفون مواقف روسيا المتواصلة. وأضاف الشيخ آل خليفة من جانبه أن اجتماع الرياض جاء ليمنع أي صورة من هذا الشكل. وأن روسيا لديها رصيد جيد ومساند لقضايانا وهذا يهمنا .. وأضاف نحن نعرف ان الحل يتأتى بالتعاون مع روسيا التي تعتبر دولة مهمة في المجمتع الدولي. وصول الوزراء وكان الوزير الروسي وصل الى الرياض في وقت سابق من مساء أمس. وتبعه وزراء خارجية دول مجلس التعاون. واستقبل الوزراء في مطار قاعدة الرياض الجوية والأمير عبدالعزيز بن عبدالله نائب وزير الخارجية. كما كان في استقبالهم السفير الروسي وسفراء دول مجلس التعاون لدى المملكة وقائد قاعدة الرياض الجوية اللواء طيار ركن فهد بن ظعيان الحرير، ومندوب عن المراسم الملكية. سمو وزير الخارجية لدى وصوله مقر الاجتماع (و.ا.س) الشيخ خالد آل خليفة ولافروف خلال المؤتمر الصحفي (و.ا.س)