في الوقت الذي يبدو أن العلاقات الخليجية - الروسية تشهد جفوة وفتورا بين الجانبين ، يعقد اليوم في الرياض وزراء خارجية دول المجلس اجتماعاً بنظيرهم الروسي سيرغي لافروف يتناول بشكل رئيس الازمة السورية . وتشكل المباحثات التي تعقد اليوم في مقر الامانة العامة أهمية خاصة . فالوزير الذي فرغ من جولة قام بها الأسبوع الماضي شملت عمان ورام الله وخلالها التقى بالمعارضين السوريين في عمان، وقال من هناك إن من يريد إسقاط الأسد، لا يريد لحمام الدم أن يتوقف. لافروف الذي يزور المملكة بعد جفوة بين الرياضوموسكو على خلفية أحداث المنطقة تحمل زيارته أهمية خاصة ، يشير إليها الخبير في الشؤون الروسية الدكتور مارك كاتز في تصريح ل" الرياض" أن الخلاف الذي حدث بين المملكة وروسيا السنة الماضية حول ليبيا، ومن بعدها الخلاف حول كيفية التعامل مع إيران وكذلك سوريا ،يجعل الزيارة المرتقبة تكتسب أهمية خاصة. ويضيف الدكتور كاتز قائلاً أنا متأكد أن لافروف يأمل في دفع ودعم العلاقات بين البلدين ، ولكن في هذا الشأن الرياضوموسكو لديهما اهتمامات مختلفة جداً، ويستدرك : أنا غير متأكد من مقدار التقدم الذي يمكن إنجازه . الزياني : الاجتماع يأتي ضمن سعي « الخليجي» لوقف سفك الدماء وانتقال السلطة لكن ما مغزى الزيارة المتكررة للمسؤول الروسي للشرق الأوسط ، يوضح الدكتور كاتز أن المسؤول الروسي يريد أن يوضح من خلالها إظهار مدى أهمية المنطقة ليس لسياسة الخارجية لروسيا فحسب ولكن أيضاً للسياسة المحلية الروسية. ويضيف ما تخشاه موسكو هو أن قوى الربيع العربي ستقسم بطريقة ما المناطق المسلمة في روسيا نفسها، بالرغم من أن سبب اضطرابات المناطق المسلمة في روسيا ليس الربيع العربي بل سوء معاملة الحكومة الروسية نفسها. وزراء الخارجية الخليجيين كانوا قد اجتمعوا في سبتمبر الماضي مع نظيرهم الروسي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وكان على رأس الأجندة الأزمة السورية. وينتظر أن يلقي اعتراف مجلس التعاون الخليجي بائتلاف المعارضة ممثلاً للشعب السوري بظلاله على محادثات الوزراء الخليجيين بنظيرهم الروسي في وقت عبرت فيه موسكو على لسان أحد مسؤوليها عن أملها في أن تكون الزيارة مثمرة وتعطي دفعاً جديداً للتعاون السياسي بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي . وكان لافروف قد دعا الائتلاف السوري إلى الحوار مع نظام الاسد ورفض التدخل الخارجي. من جانبه قال الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني إن الاجتماع سيبحث الأزمة السورية وتطوراتها، في ظل إمعان النظام السوري في استخدام آلته العسكرية في سفك دماء الشعب السوري وتدمير مدنه، وفي ضوء تشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي تم الاتفاق عليه في مدينة الدوحة مؤخراً. وأضاف الزياني أن هذا الاجتماع يأتي سعيا من دول المجلس لوضع حد لمعاناة الشعب السوري، بتحقيق انتقال سياسي سريع للسلطة، يوقف سفك دماء الأبرياء، ويحقق تطلعات الشعب السوري وآماله في بناء دولة موحدة يسودها القانون، وتحفظ حقوق وكرامة جميع أطيافه ومكوناته.