قررت سييراليون فرض «إغلاق» في أنحاء البلاد لمدة أربعة أيام بدءاً من 18 الشهر الجاري، في تصعيد للجهود الرامية إلى وقف انتشار فيروس «إيبولا» عبر أراضيها التي احتضنت، وفق منظمة الصحة العالمية، 491 وفاة من أصل 2097 منذ آذار (مارس) الماضي في غرب أفريقيا، توزعت أيضاً على 1089 في ليبيريا و517 في غينيا و8 في نيجيريا. وقال إبراهيم بن كارجبو، مستشار رئيس سييراليون لشؤون مكافحة «إيبولا»: «لن يُسمح بمغادرة المواطنين منازلهم بين 18 و21 الجاري، لمحاولة منع تفشي المرض في شكل أكبر، والسماح لموظفي الصحة برصد الحالات في مراحلها الأولى». وزاد: «هذا المنهج الجريء ضروري لمعالجة انتشار الفيروس نهائياً». وأعلن كارجبو أن السلطات ستجند 21 ألف شخص لفرض تطبيق الإغلاق، مشيراً إلى بدء نشر آلاف من الشرطيين وجنود الجيش لفرض تطبيق هذا الحجر الصحي في بلدات المناطق الأكثر تضرراً من «إيبولا» في المناطق المحاذية للحدود مع غينيا. وتدفع منظمات من أنحاء العالم بأموال ومعدات إلى غرب أفريقيا، ولكن فيروس «إيبولا» ينتشر في شكل أسرع من السابق، علماً بأن حوالى 400 شخص توفوا بحمى نزفية يسببها الفيروس الأسبوع الماضي. ويقول خبراء إن «نقص الموظفين المدربين في أنظمة الصحة الضعيفة أحد العقبات الرئيسة أمام مواجهة التفشي». في إسرائيل، أعلنت السلطات أنه يجري فحص زائرة نيجيرية يشتبه في إصابتها بفيروس «إيبولا» بعد إدخالها مستشفى لإصابتها بحمى. وأوضحت الناطقة باسم مركز «شعاراي زيديك» الطبي في القدس، أن النيجيرية تعمل موظفة صحة في بلدها، ووصلت إلى إسرائيل قبل أيام، وأدخلت المستشفى أول من أمس بعد إصابتها بحمى ووضعت في منطقة منعزلة. وتابعت: «يحتمل معاناة المرأة من إصابة فيروسية أخرى، لكننا نتخذ كل إجراء احترازي حتى نقرر إذا كانت مصابة بفيروس إيبولا». وفي ختام اجتماع عقد في جنيف الخميس والجمعة، وحضره حوالى 200 اختصاصي عالمي لبحث تفشي وباء «إيبولا» في غرب أفريقيا، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن اختبارات ستجري على لقاحات في الولاياتالمتحدة وأوروبا وأفريقيا، كما سيختبر لقاح نهاية الشهر الجاري في مالي، قبل تقويم فاعليته في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وأشارت المنظمة إلى أن الخبراء اتفقوا على أن العلاج باستخدام أدوية مشتقة من الدم والأمصال من ناجين قد تستخدم لعلاج «إيبولا»، ودعت إلى الاستثمار في مجال الأدوية التجريبية. وقالت ماري بول كيني، مساعدة المدير العام للمنظمة: «تتوافر فرصة حقيقية لاحتمال استخدام المنتجات المستخلصة من الدم الآن، والتي قد تكون فاعلة في علاج المرضى الذين يعتبر ارتفاع عددهم نقطة سلبية، لكن النقطة الاإيجابية هي أن كثيرين منهم في مرحلة نقاهة بعدما نجوا وتحسنت صحتهم، ما يسمح باستخلاص الدم والمصل من هؤلاء للعلاج». وكشفت بول كيني تحديد لقاحين «مبشرين» ضد «إيبولا» يختبران في الولاياتالمتحدة وأوروبا وأفريقيا حالياً، تمهيداً لاستخدامهما بحلول تشرين الثاني. الى ذلك، صرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في ختام لقاء مع مسؤولين كبار عن الملف، مثل المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت شان ومنسق الأممالمتحدة ل «إيبولا» ديفيد نابارو، بأن المنظمة الدولية تمنح نفسها بين «6 و9 أشهر» لوقف انتشار الفيروس في البلدان الموبوءة غرب أفريقيا. وقال: «ستكون الأسابيع المقبلة حاسمة»، داعياً إلى تعبئة دولية عاجلة لمواجهة الوباء، داعياً الدول الأعضاء إلى «تقديم 600 مليون دولار المطلوبة» لدعم دول غينياوليبيريا وسييراليون، الأكثر معاناة من الفيروس.