أثار خبر الحكم بالسجن على أعضاء لجنة الأخطار الكبرى في مدينة لاكويلا الايطالية لسوء تقديرهم الآثار المتوقعة لزلزال ضرب المدينة في 2009، حفيظة علماء من العالم. وأبدى هؤلاء انزعاجهم الشديد لإدانة ستة من خبراء الزلازل بالقتل غير المقصود في ايطاليا، لإخفاقهم في توجيه تحذير من زلزال 2009 الذي وقع في مدينة لاكويلا وأدى إلى مقتل 308 أشخاص. وحذر العلماء من أن الباحثين في المناطق التي تنطوي على أخطار طبيعية لا يمكن توقعها مثل علوم البراكين والشهب، سيصرون الآن على رفض تقديم النصح للناس. وقالت أستاذة فيزياء الزلازل في جامعة أولستر البريطانية ساندي ستيسي: «إذا ثُبت هذا الحكم، فسيكون له أثر شديد السلبية على علم الزلازل في ايطاليا ومختلف أنحاء أوروبا». وتساءلت: «من سيبدي استعداداً الآن للعمل في لجنة تقويم لأخطار الزلازل، إذا كان الخطأ يعني الادانة بالقتل غير المقصود؟». وكانت النيابة طلبت أواخر أيلول (سبتمبر) إنزال عقوبة السجن أربع سنوات بالأعضاء السبعة للجنة، وهم ستة من خبراء الهزات الارضية ونائب مدير الدفاع المدني برناردو دو برناردينيس، علماً أن اللجنة اجتمعت في لاكويلا قبل ستة أيام من وقوع الزلزال. وفي حين طالب الدفاع بتبرئتهم، أجرى المدعي فابيو بيتشوتي مقارنة لما حصل بتقويم الأخطار الارهابية في الولاياتالمتحدة في اعتداءات 11 ايلول 2001. وقال: «بعد 11 ايلول، أدى التقرير الذي أكد حصول تحليل غير كاف للأخطار المتصلة بالاعتداء الى استقالة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ونائبه». وكان المحامي كارلو سيكا الذي يمثل الحكومة الايطالية التي تشرف على لجنة الأخطار الكبرى طلب الاربعاء الماضي، تبرئة المتهمين السبعة، مؤكداً أن «الوقائع، أي الزلزال، ليست نتيجة خطأ بشري». وكان الادعاء قال إن الخبراء أصدروا تطمينات غير دقيقة بعد هزات أرضية سبقت الزلزال الذي بلغت قوته 6.3 درجة على مقياس ريختر. وقال روجر موسون من هيئة المساحة الجيولوجية البريطانية: «ما قاله هؤلاء الخبراء الستة صحيح وأي خبير في الهزات الارضية سيؤيد ذلك». وفي الولاياتالمتحدة، قال مايكل هالبرن من مجموعة ضغط تعمل على تحقيق مصالح العلماء في مدونته: «هذا قرار سخيف وخطير يجب أن ينتقده المسؤولون الاميركيون، وأن يأمر الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو بإلغائه».