ارتفع عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب أمس الأول مدينة لاكويلا وسط إيطاليا إلى 179 قتيلا و34 مفقودا ونحو 1500 جريح حسب آخر الإحصائيات الرسمية. وقال مصدر مطلع إن عمليات البحث عن ناجين استمرت طوال الليل ونجحت في انتشال مائة شخص بالاستعانة بالكلاب والأضواء الكاشفة والجرافات رغم انخفاض درجات الحرارة إلى درجة الصفر. وأضاف المصدر أن الأبنية الحديثة التي صمدت أمام الزلزال المدمر كانت خالية تماما من سكانها. الذين خيروا بين تمضية ليلتهم إما في منازل أقاربهم بمناطق آمنة أو اللجوء إلى معسكرات خصصت لاستقبالهم بالملاعب الرياضية والساحات العامة. وقال المراسل إن آخر الإحصائيات تحدثت عن نحو 70 ألفا شردهم الزلزال وإن عدد النازحين من المنطقة المنكوبة قد يصل إلى 100 ألف. يذكر أن نحو 10 آلاف منزل في 30 قرية محيطة بلاكويلا تضررت من الزلزال الذي بلغت قوته 6 درجات على مقياس ريختر. وقد وقع الزلزال بعد قليل من الساعة الثالثة والنصف (01:30 بتوقيت غرينتش) يوم الاثنين بينما كان السكان نياما وسوى بالأرض منازل وكنائس أثرية تعود إلى العصور الوسطى. وقال رئيس المعهد الوطني الإيطالي للفيزياء الأرضية وعلوم الزلازل إنزو بوشي إن ضعف الأبنية هو السبب وراء ارتفاع حصيلة قتلى الزلزال الذي لم يكن قويا بشكل خاص. وأضاف (من المحزن أن نلاحظ دائما أن ليس لدينا عقلية بناء هياكل ملائمة في مناطق معرضة لخطر النشاط الزلزالي.. بمعنى آخر نحن لا نشيّد المباني لمقاومة الزلازل ولا نعمل على ترميم المباني القديمة لجعلها في مأمن من الانهيار). ونقلت وكالة آكي الإيطالية للأنباء عن عمدة المدينة ماسيمو سيلانتي قوله لمحطة تلفزيونية إيطالية إن نحو مائة ألف شخص غادروا منازلهم وإن عددا من الأبنية في وسط المدينة التاريخي تضرّر. كما أعلن مستشفى لاكويلا وجامعة المدينة أنهما لم يعودا قادرين على استيعاب النازحين، معربين عن تخوّفهما من تدهور الأوضاع فيهما. وزادت الطبيعة الانحدارية لأراضي لاكويلا من صعوبة الأمر على رجال الإنقاذ لوضع الروافع وكذا سياراتهم، في حين تواصلت الهزات الأرضية الخفيفة في البلدة على مدار يوم أمس الاثنين. وأعلن رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني حالة طوارئ عامة. وقال لدى زيارته المنطقة المنكوبة (إنها كارثة خطيرة.. يتعين علينا الآن أن نعيد البناء وذلك سيتطلب مبالغ ضخمة من المال) متعهدا بطلب مساعدة طارئة من صندوق كوارث تابع للاتحاد الأوروبي. وقال برلسكوني الذي تواجه حكومته صعوبات فعلية في التغلب على الأزمة الاقتصادية إن مجلس الوزراء سيقدم 30 مليون يورو (40.6 مليون دولار) للمساعدة العاجلة، وتعهد ببناء بلدة جديدة في لاكويلا على مدى العامين القادمين.