«هن لهن ولمن مر عليهن من غير أهلهن» فمع اقتراب دخول موسم الشعيرة الأكبر لدى المسلمين «فريضة الحج» والتي تهفو إليها قلوب الكثير من المسلمين في أرجاء المعمورة، تتجه أنظار حجاج «البر» و«البحر» و«الجو» إلى المواقيت «المكانية» التي حددها الرسول الكريم لمؤدي فريضتي الحج والعمرة والملزم عقد الإحرام منها كأول ركنٍ من أركانها. همزة الوصل بين نجد والحجاز، وملتقى طرق القوافل من الجنوب والشرق، ومركز الطرق السريعة حالياً والبوابة الشرقية للحرم المكي الشريف، يقول المؤرخ عيسى القصير في حديثه إلى«الحياة»: «تكتسب الطائف أهمية ومكانة بين المدن السعودية لكونها البوابة الشرقية والتي تشكل معبراً للحجاج والمعتمرين من نجد وشرق الجزيرة العربية وجنوبها، إضافة إلى كونها بوابة الحجاز إلى نجد والخليج منذ سالف العصور وملتقى لطرق المواصلات والمعبر الرئيسي للحجاج والمعتمرين إلى مكة عبر مواقيت الحج الموجودة في الطائف وهي ميقات «قرن المنازل» والموجود في منطقة السيل الكبير لأهل نجد واليمن والذي يبعد عن المحافظة قرابة ال 50 كيلو متراً إلى الشمال منها، وميقات «وادي محرم» الواقع في الهدا على الطريق بين الطائفومكة ويبعد قرابة ال 10 كيلو مترات من المدينة». وأضاف: «يعتبر «وادي محرم» شرقي الطائف، حداً فاصلاً بين الهدا ومدينة الطائف وهو ميقاتٌ يحاذي قرن المنازل في السيل». من جهة أخرى، وقفت «الحياة» في جولة قامت بها على ميقاتي «قرن المنازل» في السيل الكبير و«وادي محرم» في الطائف على جاهزية المواقيت استعداداً لموسم الحج، إذ رصدت اكتمال استعدادات ميقات «قرن المنازل» والذي يستوعب ما بين 600 و 700 مصل، حسبما أفاد مراقب الميقات محمد الثبيتي، الذي أوضح ل «الحياة» «أن الميقات مجهز ب 960 دورة مياه مجهزة بالمواضئ المتاحة لجميع الحجاج والمعتمرين طوال اليوم، إضافة إلى الأرصفة المجهزة لذوي الاحتياجات الخاصة وأكشاك لبيع متطلبات الحجيج والمعتمرين من إحرامات ومظلات وأحزمة وغيرها من متطلباتهم». «وادي محرم» الميقات المحاذي لقرن المنازل في الجهة الشمالية من الطائف لم تكن الجاهزية فيه مثل الآخر ، إذ افتقر الميقات إلى مدخل لذوي الاحتياجات في مدخله الرئيسي بسلمه النازل إلى ساحة الميقات، الأمر الذي يصعب بدوره عملية دخولهم إضافة إلى «الكتل الخرسانية» المنتشرة على أرصفة مواقف السيارات. من جهة أخرى، حاولت «الحياة» التواصل مع مدير إدارة الشؤون الإسلامية في الطائف عبدالعزيز المدرع ولكنه رفض الحديث.