أظهرت دراسة دولية أن قطاع الطيران يحقق الكثير من الفوائد للاقتصاد السعودي، إذ يدعم الطيران الناتج المحلي الإجمالي في المملكة بنسبة 1.8 في المئة، وبأكثر من 30 بليون ريال سنوياً. واعتبرت الدراسة التي قدمها الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) للحكومة السعودية، التي تقيس الفوائد الاقتصادية التي يحققها قطاع الطيران، صناعة الطيران قطاعاً جيداً للتوظيف، إذ إنها تعمل على توفير 152 ألف فرصة عمل للناس في المملكة، وتفوق إنتاجية هذه الوظائف 1.8 ضعف مقارنة بمتوسط الدخل في المملكة. وأجرت الدراسة مؤسسة «أكسفورد إيكونوميكس»، بتكليف من الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، وقدمها الرئيس التنفيذي للاتحاد تايلر توني، الذي يزور السعودية حالياً، إلى رئيس الهيئة العامة للطيران المدني رئيس مجلس الخطوط الجوية العربية السعودية الأمير فهد بن عبدالله بن محمد. وقال توني إن قطاع السياحة المرتبط بأنشطة الطيران في المملكة يوظف ما يزيد على 139 ألف شخص، ويدعم النشاط الاقتصادي ب23.6 بليون ريال، مشيراً إلى أن صناعة الطيران والأنشطة السياحية المرتبطة بهذه الصناعة تستحوذ على 3.2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في المملكة، وعلى ثلاثة في المئة من العمالة. والتقى توني خلال زيارته إلى المملكة المدير العام للخطوط السعودية المهندس خالد الملحم، وعدداً من المديرين التنفيذيين في الشركة والمسؤولين الحكوميين، وناقش معهم تحقيق المزيد من إجراءات تحرير الأجواء وتطوير الخطوط الجوية العربية السعودية وصناعة الطيران عموماً في المملكة. وتوصّل الاتحاد الدولي للنقل الجوي إلى اتفاقات لاعتماد مراكز التدريب في شركة الخطوط الجوية العربية السعودية، لتكون مراكز تدريب معتمدة من معهد التدريب والتطوير التابع للاتحاد الدولي للنقل الجوي. وأشار توني إلى عزم الحكومة السعودية على توفير منصة للجمارك الإلكترونية، معرباً عن أمله بأن تؤدي هذه الخطوة إلى تسهيل تنفيذ هذا المشروع على مراحل، وعلى نحو يقود إلى تنفيذه بصورة كاملة، بغية الوصول إلى الشحن الإلكتروني في المملكة. وأكد أن الطيران يعتبر عنصر مهماً بالنسبة إلى الاقتصاد السعودي. وتقوم المطارات السعودية البالغ عددها 27 مطاراً بالتعامل مع أكثر من 54 مليون مسافر سنوياً، كما تزداد أعداد هؤلاء المسافرين باستمرار بمعدل خانتين عشريتين، وتُظهر الاستثمارات التي خصصت لصناعة الطيران في منطقة الخليج خلال السنوات الأخيرة أن الطيران يلعب دوراً حيوياً في بناء وتنويع الاقتصاد، ويمثّل مشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد مثالاً جيداً لمثل هذه الاستثمارات المهمة. وذكر أنه من الضروري أن تواصل الحكومة السعودية العمل وفق هذه السياسات لدعم التطوير الفاعل للربط مع الدول الأخرى، عن طريق تجنب الضرائب غير المعقولة، وتفادي اللوائح التنظيمية المرهقة، وإنشاء البنية التحتية الكافية. واعتبر توني الطيران بمثابة قوة إيجابية في العالم، إذ تمكنت هذه الصناعة من تحويل كوكبنا إلى مجتمع عالمي من خلال ربط الناس مع الأعمال التجارية، وتقديم المنتجات إلى الأسواق، وتيسير الرحلات الجوية بهدف الاستكشاف، وهذه الأنشطة لها تأثير اقتصادي واضح، أما على الصعيد العالمي، فإن صناعة الطيران توفّر فرص عمل لنحو 57 مليون شخص، كما تدعم هذه الصناعة الأنشطة التجارية بما قيمته 2.2 تريليون دولار.